كتابات

مزاعم بائسة

لا أدري لماذا ي?ْصر طرفا الأزمة في البلاد ومع سبق الإصرار والترصد على تضليلنا وخداعنا وكأن??ِا د?ْم?ِى أو معتوهون , وينجرف الكثير من أرباب صاحبة الجلالة ( السلطة الرابعة ) خلف هذا التضليل والخداع عامدين وكأنهم يمارسون الضحك أو بالأصح اختبار قدراتنا العقلية وربما نسبة الإتزان في معرفة الواقع , لكأنهم جميعا?ٍ قد آمنوا مسبقا?ٍ باللعب بأعصابنا , وأث??ِروا كثيرا?ٍ في نفسياتنا وهذا جوهر الحقيقة فأعصابنا متعبة ونفسياتنا مرهقة من استمرائهم جميعا?ٍ في التخندق دفعا?ٍ بالوطن والمواطنين لمحرقة لا يعلم نتائجها إلا الله تعالى .

يستجيز السياسيون الكذب على الناس بدعوى الحرب النفسية التي يمارسها الخصم مع خصمه !!!

قد نتقبل ذلك في حدود معينة وإلى سقف محدود ? قد تنطلي الخدعة على نوع من الناس ? لكن استباحة الكذب والخداع بالشكل القائم اليوم يعني الإستهجان والإستهبال لوصوله سقف اللامقبول المنافي للعقل الذي ي?ْميز بين مستويات هذا الخداع .

أما في حدود الدين الذي ندين به وسقف الشريعة التي نؤمن بها فإنهما لا يقبلان هذا الكذب المحض , فالخصوم أبناؤه والم?ْخ?ِاط?ِب?ْ بالخديعة والضحك أتباع الخصوم وأهل الدين والشريعة .
إلا الكذب فإنه معيب?َ في سلوكنا كبشر فكيف بأتباع دين سئل نبيه وحامل شريعته صلى الله عليه وآله وسلم عن المؤمن :

أيكون سارقا?ٍ ? قال : “نعم”

أيكون زانيا?ٍ ? قال : “نعم”

أيكون بخيلا?ٍ ? قال : “نعم”

أيكون جبانا?ٍ ? قال : “نعم”

أيكون كاذبا?ٍ ? قال: “لا? لا? لا » .

هذا الدين وهذه الشريعة فكيف استجاز خصوم السياسية الكذب ?

عيب خصوم السياسية :

يتبارى السياسيون في ميدان كذب?ُ محض?ُ :

السلطة تستخف بالمعارضة وتستقل وجودها وحجمها وهذا خطأ فادح .

المعارضة تستخف بالسلطة وتستقل حجمها وتأثيرها وهذا أيضا?ٍ خطأ فادح .

لكل?ُ من السلطة والمعارضة وجود?َ وحجم?َ , ولا ينكر ذلك إلا جاهل بالواقع .

وفي المقابل من ذلك إنكار الإيجابيات وركوب موجة فجور الخصومة , فأرى الجميل قبيحا?ٍ وإن نطق جمالا?ٍ وهذا عيب !!

وعندما ألغي وجود الآخر وأد??ِعي ألا قيمة له ولا وزن وهو في الحقيقة موجود فهذا أيضا?ٍ عيب !!

أستقل وجودك واستخف بحجمك أمر?َ يدعو للضحك والرثاء في آن !!

هذا الكذب المفترى يشبه من يقول للآخر : أنت غير موجود .

فيرد عليه : ومن الذي أمامك ?

الشمس في رابعة النهار مشرقة فيقول : لماذا لم تشرق الشمس اليوم ?

فيشير الآخر إلى السماء وضوئها ويقول : وما هذا ?

وطبعا?ٍ بعيدا?ٍ عن البلاغة والمجاز والتورية .

هذه المزاعم والأساليب المعيبة تفنن في أدائها وأتقن صنع السيناريو القبيح لها وأجاد إخراجها وإنتاجها : السياسيون ? وسائل الإعلام الخاصة بكل طرف ? وسائل الإعلام المستقلة المنحازة لهذا الطرف أو ذاك ? الإعلاميون والصحفيون المنجازون لهذا الطرف أو ذاك ? العلماء والأكاديميون والمثقفون ? الأتباع والجماهير الخاصة بكل طرف الذين هم في الأصل ضحايا لا أكثر .

وبين هذين التيارين من السياسيين والإعلاميين والعلماء والأكاديميين والمثقفين والأتباع المناصرين يقف على الحياد طرف ثالث قلبه يقطر دما?ٍ على حال الفريقين وما قد ي?ْفضي إليه حال البلد فيما لو ظل كل طرف في موقعه لا يبارحه رافضا?ٍ التنازل .

إن تكلم هذا الطرف المحايد أو حاول تقريب وجهات النظر إت?ْهم بالعداء والإنحياز في موقف بائس يعكس انعدام الرشد السياسي لدى الطرفين .

صور من مزاعم بائسة :

لم تعد هناك خطوط حمراء , ولم يتبق سقف يصل الخصوم إليه بحجم مزاعمهم ودعاواهم على بعضهم البعض ? فضاء?َ واسع يمارس كل طرف فيه من التنكيل بالآخر ما يحلو له :

§ السلطة تزعم أن المعارضة لا تشك??ل سوى نسبة قليلة من المجتمع وهذه هرطقة .

§ المعارضة تزعم أنها الأكثرية وأن الموالاة لا تشك??ل رقما?ٍ في خارطة المجتمع والحياة السياسية وهذه هرطقة أيضا?ٍ .

§ تخرج المظاهرات المليونية لهذا الطرف أو ذاك في?ْصر كل طرف على تكثير سواده وزعم أن مظاهرات خصمه بضعة آلاف في مغالطة مفضوحة وخاسرة .

§ يصنع الإعلام الرسمي مجدا?ٍ للسلطة ويدافع بكل قوته عن فسادها , وي?ْصر الإعلام المعارض على إنكار كل جميل متحدثا?ٍ عن المساوئ والسلبيات فقط .

§ ي?ْص?ر الإعلام المعارض على عزف مقطوعة ساذجة ومشروخة بزعمه دوما?ٍ أن مظاهرات السلطة مدفوعة الثمن , وأنا من خلال هذه الأزمة أدركت أن للسلطة أنصارا?ٍ لا ينتظرون جزاء?ٍ ولا شكورا?ٍ (النجدي الشاب من خارف نموجا?ٍ) .
ي?ْص?ر الإعلام الرسمي على تسمية من قد??ِموا استقالاتهم بالمرتدين والخوارج وهذا خطأ وهفوة فمن حق كل شخص أن ي?ْحد??د اتجاهه تحت سقف الدستور والقانون , وفي المقابل يسرد الإعلام المعارض مئات الإستقالات سرعان ما يظهر كذب بعضها بالصوت والصورة .

§ يطفح إعلام الطرفين بكيل التهم والسباب جزافا?ٍ .

§ ي?ْل?ب?س إعلام ال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com