كتابات

خواطر للتأمل

بقلم / حسين العزي :

لقد أثبتت السعودية تاريخياً بأنها غير جديرة بالثقة ولا مؤهلة للدخول في علاقات سوية أوطبيعية مع أحد ليس فقط مع اليمن وإنما مع كل الدول المجاورة لها .
وهذا عائد بطبيعة الحال الى خصائص النظام السعودي المستمدة من الفكر الوهابي والذي يجمع العالم اليوم على اعتباره المصدر الأول للشر والجريمة والكراهية في عموم الكرة الأرضية .
نعم لقد عكست الفكرة الوهابية نفسها في سلوك ومواقف النظام السعودي تجاه الأنظمة والبلدان الاخرى وبالذات تجاه محيطه المجاور بدءاً بالغزوات الداعشية التي نفذها ال سعود عبر مراحل دولتهم وأداروا من خلالها مذابح متعددة في عموم المنطقة تحت شعار التوحيد وتطهير الجزيرة من المسلمين ( الكفار في نظرهم ) ، وانتهاءاً بعدوانها الاجرامي على الشعب اليمني ودعمها للقاعدة وداعش في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفي مختلف بلدان العالم ، ولعله لايسعني الحديث عن تفاصيل تاريخهم الدموي ولاعن خصائص الكبر والفوقية والتعالي المقرف الذي عانت منه كل البلدان المجاورة لها دون استثناء ، ولكن في هذه العجالة سوف أشير الى حالة الطمع والجشع والنهب المتجذرة في طبيعة سلوك وتعامل النظام السعودي ( فقط في مسألة الحدود) فمامن مجاور لها الا وهو يشكوا منها ويئن
١- لقد اخذت من اليمن نجران وجيزان وعسير ، ولم تحترم اتفاقية الطائف عام ١٩٣٤وظلت اطماعها ومخاوفها تدفعها لممارسة كل أشكال الضغط والاستغلال والابتزاز للخروج من تبعاتها حتى كان لها ذلك في اتفاقية جدة عام ٢٠٠٠
٢- وأخذت من الامارات خور العديد وحقل الشيبه النفطي الذي ينتج مليون برميل يوميا ، وفي منتصف التسعينات عمدت الى إظهار اتفاقية تعود للعام ١٩٧٤م واجبرت الامارات على الصمت مع ان الاخيرة لايساورها أدنى شك في كون هذه الاتفاقية مزورة ، لا بل ومنعت الامارات من مد أنبوب غاز عبر الخور الشرقي الإماراتي بحجة انها أراضي تابعة للمملكة ، وبنفس الذريعة أوقفت أيضاً مشروع بناء جسر يربط بين الامارات وقطر
٣- ومع قطر طالبت السعودية بضمها اليها في البداية على اعتبار انها جزء لايتجزأ من اقليم الإحساء ، ثم بعد ذلك مارست السعودية ضغوطاً هائلة ومولت الكثير من الانشقاقات والخلافات داخل قطر وآخرها الانقلاب على أمير قطر السابق في منتصف التسعينات حتى اقتطعت ماتريده من الاراضي القطرية وبالكاد توصلت معها قطر الى اتفاقية نهائية لترسيم الحدود عام ٢٠٠١م بعد ان ظلت على مدى ٣٥ عاماً وهي تقظم قطر قضمة تلو اخرى حتى الى قرية صغيرة .
٤- ومع الكويت كان الطمع السعودي حاضراً وبقوة حيث اجبرت الكويت على تعديل اتفاقية ١٩١٣م باتفاقية العقير عام ١٩٢٢م ، انتزعت معها بعض المساحات من الحدود الجنوبية للكويت ، ثم دفعها طمعها من جديد لاجبار الكويت على توقيع اتفاقية جديدة عام ١٩٦٤م بخصوص تقسيم ما أسمته المنطقة المحايدة ( النويصيب) وذلك بعد ان علمت بوجود كميات نفطية هائلة فيها ، حيث اعتبرت مافي باطن هذه المنطقة بموجب هذه الاتفاقية مشاعاً بين البلدين ، ثم اضطرت الكويت لتوقيع اتفاقية جديدة مع السعودية بشأن الحدود عام ١٤٠٢ للهجرة
، وبعد مرور سنين طويلة من اتفاقية ١٩٦٤ بخصوص تقسيم المنطقة المحايدة وتحديدا في العام ٢٠٠٧م عاد جشع النظام السعودي من جديد ليدفعه نحو التصرف مع هذه المنطقة ( المشتركة) كما لوكانت أراضي خالصة لها حيث قامت بتمديد عقود شركة شيفرون الامريكية حتى العام ٢٠٣٩ ودون العودة الى الكويت او التشاور معها
٥- اما الحديث عن مشاكلها التاريخية مع عمان والعراق وغيرهما فيطول ويطول
لذلك لا احد يحب هذا النظام البغيض ، وحتى تلك الدول التي وقفت معه في العدوان على اليمن لم تقف معه لجمال عينيه الزائغتين ، ولا كرها في اليمن ، وانما لغرض توريط هذا النظام وإضعافه ، والتشفي برؤيته وهو يترنح ويمضي نحو نهايته وخلاص العالم من شره ،، ولكلٍ لاشك طريقته في الانتقام والثأر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com