كتابات

الجزيرة أم الشريرة

• كغيري من مواطني المهجر أظل أتابع مجريات الأمور عبر الفضائيات كوني خارج اليمن وأريد ان اعرف كل ما يدور في بلدي , لأتلمس أوضاعه عن كثب , وذلك عبر الكثير من القنوات ولن أ?ْعر?ج لذكر تلك القنوات التي كانت تغطيتها للأحداث منطقية نوعا ما , إلا أن ما يستوقني هو الأداء العدائي الصادر عن قناة الجزيرة القطرية ولن أقول الجزيرة في قطر كما هو شعارها المزعوم بل من قطر ومع قطر ولأجل قطر , فقد أعدت نفسها في تغطيان خاصة ألغت خلالها جميع برامجها المعدة على مدار اليوم والتي كانت تذاع قبل اندلاع الأزمة التي زاد اشتعالها بسبب التوجيه المتعمد لتحريف وتزييف وتوظيف الخبر بقدر ما يناسب توجه القائمين على الشريرة المعذرة الجزيرة .
• الجزيرة لا تحتاج للبيب أو عبقري أو خبير ليعرف ما تريده هذه القناة التي جندت نفسها لأغراض باتت محددة والهدف منها هو إشعال فتنة بين أبناء البلد الواحد وتمزيق أواصر القربى وإذكاء روح العداء بين جميع أطياف الشعب اليمني , وإلا ما المعنى في ان تبث مقاطع لسجناء يعذبون في العراق وتنسبه إلى اليمن , وفور إذاعتها لهذا الخبر الكاذب اكتشفت زيفها كوني املك نسخة منه كنت قد اقتنيته من بغداد عام 2003م عقب سقوط بغداد عندما كنت ادرس الماجستير هناك ولا زلت احتفظ به لحد الآن , ولم يتوقف الحال عند هذا فحسب بل تتعمد أن تشير إلى استقالات لأناس لم يستقيلوا فعلا لزرع البلبلة وانشقاق المجتمع , ناهيك عن تغاضيها المتعمد عن الجماهير التي تؤيد الشرعية الدستورية رغم كثرتها , وتركيزها فقط على ساحة بعينها لتضخيم الحدث , وإظهار بأن ما يحدث في تلك الساحات هو الغالب على كل الوطن , مع أني أتواصل دائما مع أهلي في العاصمة ومحافظة الحديدة إلا إنهم لا يرون ما ترى الجزيرة مع أنهم مقيمون في موقع الحدث .
• إن ما تذيعه الجزيرة يقود إلى ما لا يحمد عقباه ويدفع بالبعض على إزهاق أرواحهم , وهذا ما أقدم عليه الشاب نجدي يحيى حسين النجدي? الذي ذهب ضحية ذلك الإعلام المضلل الذي ظل يزيف الحقائق ويسعى إلى تقديم المعلومات غير الصحيحة والمضللة لتشويه صورة اليمن خارجيا , لا استطيع أن أتصور مدى الضرر الذي تلحقه القناة بالنساء والأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين قد يفقدون أرواحهم جراء سكتة قلبية أو يصابون بنوبات عصبية أو حالات نفسية من خلال ما تبثه الشريرة , هي تستحق هذا اللقب وبجدارة لأنها نالت سخط الشرفاء ليس فقط في يمننا الحبيب بل في الوطن العربي كله.
• ومنذ يوم الاثنين 28 مارس أسمت القناة شباب التغيير بالثوار , وذلك ليس حبا فيهم ولكن بقدر ما أزعجها أن هؤلاء الشباب الذين تظاهروا ضد الفساد ظلت مطالبهم سلمية , فأرادت أن تضفي على تظاهراتهم واعتصاماتهم روح العدوانية المتمثلة في التعدي على الأمن والسكينة , فراحت تناديهم بالثوار لينقلب اعتصامهم السلمي إلى فوضى عارمة ولتتحد القناة في ذلك مع ما نادى به كبيرهم محمد قحطان وليتضح المشهد بأن ما ينقص الزحف المزعوم هو الوقود المتمثل بأجساد هؤلاء الشباب الطاهر الذي استطاع أن يغير ما لم تستطع المعارضة فعله قبل أن تركب الموجة وتدير الدفة .
• كما بدأت الجزيرة بإذاعة أغاني انفصالية تحت على التشطير في الجزيرة مباشر ,وتتعمد إظهار شباب التغيير فقط في مظهر التابع للأحزاب , ولم تعطي الشباب الحقيقي فرصته في التعبير عن مطالبه , بل قامت بانتقاء من لهم ميول حزبية وسياسية , وتجاهلت الشباب المطالب بالتغيير الحقيقي المتمثل في القضاء على الفساد والمحسوبية , الساعي للحصول على وظيفة بعد سنوات طويلة من التعليم , الحالم بامتلاك مسكن يمكنه من أن يكون أسرة , الطامح إلى أن يرى بلده عزيزة موحدة .
• يا شباب التغيير لقد ظلمتكم الجزيرة حين أظهرتكم بمظهر المتمردين لا المظلومين , حين صورتكم وكأنكم قنابل موقوتة ومشاريع شهداء لا في فلسطين المحتلة بل في أحياء العامة وبقية المحافظات , لقد حدت من قدراتكم حين جعلتكم تابعين للأحزاب مع أن المتحزبين هم لحقوا بكم قبل يملكوا زمام كل شيئ , لقد جعلت منكم الجزيرة فاسدين صغار كيف لا وهي تنقل للعالم كيف تستقبلون من مصوا دمائكم من أرهبوكم من أذلوكم من كانوا السبب الحقيقي في خروجكم مطالبين في التغيير , لقد أظهرت للعالم يدكم بيد جلاديكم , فهل فعل شباب تونس ومصر مثلما فعلتم هل استقبلوا فاسديهم بالأعناق , إن هذا ما تريد أن توصله الجزيرة للعالم , فهل وصلت إليكم الرسالة ,وان كانت وصلت فانقلوا اعتصاماتكم بعيدا عن هؤلاء أو أخرجوهم من بينكم حتى لا تنتقل عدواهم إليكم فتصبحوا كم تريدكم القناة فاسدين بعد أن خرجتم مصلحين ?

باحث دكتوراه بجامعة الجزائر

mnadhary@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com