اراء وتحليلات

الألعاب النارية? مصادرها? وأضرارها? وأبعادها !!!

مع اقتراب كل عيد يبدءا الأطفال والشباب وحتى الكبار في شراء الألعاب النارية? واقتنائها من المحال والبقالات والفرشات في الأسواق بهدف تفجيرها مساء وصباح يوم عيد الفطر والأضحى المباركين? وحتى في الإعراس والأفراح ولا يعرف أي احد منهم ما هو الخطر المحدق الذي ينتظرهم في تلك اللحظة المغمورة بالبهجة والمرح والسرور ونشوة العيد? لا يعرف أي منهم ما هو حجم تلك المخاطر التي يتم شرائها بمبالغ مالية كبيرة .
أن الأمر المؤلم عندما نشهد في الأعياد المباركة في المستشفيات والعيادات وبالتحديد في أقسام الطوارئ مئات الحالات المتأثرة بإصابات الألعاب النارية والتي تتفاوت إصاباتها بين صغيرة ومتوسطة وخطيرة ? أطفال وشباب وشيوخ وحتى نساء? سببت لهم الآلام طوال أيام العيد ومنهم من كان وضعه مأساوي وبقي على فراش المستشفى في حاله يرثى لها? ومنهم من سببت له أعاقة دائمة ? وقد سبق لي وان شاهدت في مستشفى ردفان العام بمحافظة لحج فقط في عيد الفطر المبارك الماضي عشرات الحالات التي أسعفت إليه متأثرة بإصابات مختلفة جراء استخدام الألعاب النارية منها حالات خطرة .
كما انه يؤسفنا أن نرى المدن والقرى وهي تزدحم ببائعي الألعاب النارية في أسواق ومحال وبسطات بدون أي رقابة أو منع لها? يتم بيعها بشكل عشوائي أمام مرأى ومسمع من الجهات الرسمية? وفي ظل عجزهم من ضبط أي من تلك المتفجرات التي تمثل خطرا على الجميع? ودون أن تضع الجهات ذات الاختصاص يدها على الأقل على الألعاب النارية الأكثر خطرا والتي تستورد بصورة عشوائية والتي نرى اليوم ما حجم أصوات انفجاراتها واضائاتها بالسماء وأضرارها بالناس والتي تبدوا وكأنها ليست ألعابا نارية وإنما متفجرات وقذائف وألغام .
أن تجارة الألعاب النارية اليوم تستدعي للقلق بسبب ما نرى فيها من توسع ملحوظ في أحجامها وقوة في محتواها وتغير في إشكالها وارتفاع أصواتها بما لا يدع مجالا للشك أن تلك الألعاب والمفرقعات قد أخذت طابعا حربيا? وما يخوفنا هو الأضرار التي تلحقه بأطفالنا وشبابنا? والأكثر من كل هذا وذاك هو الخوف من استغلال هذه المتفجرات في أعمال تضر بالمصالح العامة والوطنية? علما إننا لا نعرف من أين مصادرها حتى وان كانت تعرف أنها صنع في الصين ألا إننا لا نستبعد أن يتم صناعتها في دول معادية لليمن مثل إسرائيل وغيرها وتمريرها على شكل العاب نارية? وما يزيد استغرابي إذا كانت المعابر ونقاط الاستقبال البرية والبحرية لا تستطيع ضبطها فكيف لتلك المنافذ إن تضبط غيرها من المتفجرات والأسلحة المهربة ? أم هناك تواطؤ من قبل بعض القائمين على تلك المعابر مع تجار تلك البضائع الممنوعة وإذا كانت كذلك فالمشكلة أعظم .
كما أن هناك عدة أسئلة تدور في ذهني هو كيف وصلت هذا الألعاب والمتفجرات إلى المدن والقرى? من أي المنافذ دخلت ? ومن أي الطرق عبرت ? وأين دور النقاط والحواجز الأمنية المنتشرة في كل مكان تجاه ذلك ? وأين جهات الرقابة والاختصاص من انتشارها بصورة عشوائية ? ومن المسئول عن دخولها وانتشارها وبيعها في الأسواق في وضح النهار? وهل هناك جهات رقابة على هذه الألعاب والمتفجرات خشية من استخدامها في إغراض أخرى? هل أنها تدخل إلى الأسواق مقابل بقشيش أم ضغوط من قبل متنفذين وتجار أسلحة ومافيا فساد ? أم هناك عدم شعور مسئولينا بالمسئولية وسيطرة عليهم الإهمال واللامبالاة ? كثير من الأسئلة تدور في ذهن كل مواطن يمني يرى هذه المتفجرات دون أي إجراءات تذكر? فهل لنا أن نجد لها من إجابة وهل يا ترى ستتمكن أجهزتنا المختصة من فرض سيطرتها على هذه العشوائية في تجارة الألعاب النارية ? أم أنها فقدت السيطرة على تلك التجارة المربحة لأصحابها والضارة للوطن والشعب ?!!!!

waheeb2004@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com