كتابات

طاقاتنا الشبابيه ثروة قد تغيب

إلى وقت قريب.. لم يحدث من قبل أن شهدت مجتمعاتنا الإسلامية مثل هذا الانحدار المروع والتفسخ الأخلاقي المخيف وبالأخص المجتمع اليمني الذي صار جزء غير قليل من أبنائه يعيش وسط هذه الدوامة.
الذكور والإناث وبمختلف فئاتهم العمرية وحتى اليافعين منهم تفاعلوا مع هذه الثقافة وعلى نحو جاد تعامل الجنسيين مع ظاهرة خطيرة كهذه بنفس واسع وإرتياح تام حتى صارت فيما يشبه الإدمان.
ويستند هؤلاء المدمنين الذين نشاهدهم نحن إما في زاوية شارع أو عبر إختلاء بين طاولة مطعم ما أو ما تحشرهم أنظارنا في سيارة ما.
إلى مغريات خارجية تدرجت بفعل التغييب المتعمد لمنهج الدين الإسلامي من عقول مثل هؤلاء إن لم يكن السبب تغيب أجهزة الدولة لدورها مع أفكار تتلاقح في بيئة إلزامية كهذه التي ننشدها وينشدها الغرب اليوم..
التفسخ الأخلاقي الحاصل اليوم في مجتمعنا وبيئتنا يأتي نتيجة إرتماء الشعوب في أحضان تقاليد غربية بحته يروج لها تحت مسميات مبطنة كثيرة «تحريك المجتمعات-إشراك المرأة في القرار وغيرها» من المفاهيم والشعارات المغلوطة والمشبعة بالرذائل حتى غدت مجتمعاتنا الرخوة أصلا مدمنة لمثل هكذا نزعة لا أخلاقية من المعتقدات التي طوقت حاراتنا ومدننا وعاصمتنا من جميع الاتجاهات ونحن لا زلنا ننشد الحداثة والتمدن.
الغزو الفكري الحاصل والمدفوع ثمنه مقدما?ٍ يكشف ضحايا كثر من الشباب والشابات على نحو متفاوت حتى صار الغوص فيه مطلبا?ٍ ملحا?ٍ لدرجة وذوبان القيم الإنسانية اليمنية النبيلة في بوتقة تساوي الجنسين في كافة الحقوق والواجبات.. وما يلفت الإنتباه هو التعري الذي تنتهجه بعض النساء في عدد من الشوارع والأزقة وحتى فوق الباصات نلاحظ كيف أن المرأة تخرج عن طورها.
وكماهي عادة بعضهن في إظهار مفاتنهن أمام الرجال? الظاهرة لم تقتصر على الأسواق والأماكن العامة فحسب? بل توسعت وأنتشرت بشكل مخيف حتى وصلت إلى دور العلم وأماكن كانت تعتبر من المقدسات.
ومن البديهي على جيل بأكمله أن يبلغ طرق الانحراف ويضع لنفسه أن تتجه نحو الرغبات من تلقاء نفسها بل وقد تصبح مستقبلا?ٍ في حالة عدم إيقافها جزئا?ٍ من وظيفة أساسية لحياتنا اليومية يتوجب علينا القيام بها..
ويبرز هنا دور الأسرة المحوري كضرورة حتمية لإيقاف ما قد حدثته هذه التجربة التي يمرها بها جزء من شبابنا وشاباتنا وإن لم يكن البعض منهم وما ينعكس ذلك سلبا?ٍ على المجتمع الذي ننتمي إليه أو نعيش فيه.
إننا أمام ظاهرة خطيرة بدأت تتشكل ولعلها قد تشكلت في محيطنا أسبابها واضحة ونتائجها ظاهرة للعيان.
الدولة مسؤولة بكل أجهزتها.. ووسائل الإعلام هي الأخرى مسؤولة عن هذا وذاك.. كلنا مسؤولون للوقوف أزاء هذه الظاهرة والحد من أتساعها.. مالم فإن ثرواتنا وطاقاتنا الشبابية ستتغيب الى غير رجعة.

fyma22@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com