كتابات

بين الرياض وصنعاء في مكافحة الإرهاب «2/1»

تقرير عن التعاون الأمني بين المملكة واليمن نشرته عكاظ في صفحتها الثانية والعشرين يوم الاثنين السابع والعشرين من رمضان المبارك .. يثير الدهشة والتساؤل .. هل لا يزال حتى هذه اللحظة التعاون الأمني بين اليمن والسعودية مثار حديث الإعلام?! هل لا يزال يمثل الزاوية الأهم في التقارير الإعلامية المهمة حول العلاقات الثنائية بين بلدين متشابكين ومتجاورين يشكل كل منهما العمق الاستراتيجي للآخر!!
هل لا زلنا نتحدث عن التعاون أم نعمل به ونتوغل فيه ونطبقه بكل حذافيره وبكل ما تبتغيه المصلحة في الحرب ضد الإرهاب اللعين! فالحقيقة الأكيدة أن الحرب ضد الإرهاب وفظاعة وبشاعة وجرم الإرهابيين لا تقوم على الأسلحة مهما كانت مطورة وحديثة لأن المواجهة الميدانية ليست بين مدفع وصاروخ أو قنبلة وطائرة أو جيش في مقابل جيش! المواجهة مع دود الأرض .. وسكان الكهوف .. وحملة الأحزمة الناسفة والمختبئين داخل العباءات النسائية والمتوارين في جحورهم عن الأنظار.. والمتربصين بالشارع العام في صورة البراءة والجهاد وجمع المال للفقراء والمساكين.. الحرب ضد أشرار في لباس أخيار! وأوغاد تحت قناع الأجواد من الناس!! ومع هؤلاء الناخرين كالسوس في العظم لايكون زاد المواجهة السلاح بل زادها المعلومة والمعلومات الوفيرة عن نشاطهم? تحركاتهم? أقبيتهم? كهوفهم? وجوههم عن كل شيء وأي شيء يدل عليهم ويشير إلى مخابئهم المدسوسة بيننا!! فهم جبناء لا يحملون السلاح وجها لوجه إنما يحملون في جنباتهم الغدر والخسة والدناءة والهروب الخائف من المواجهة وجها لوجه! فإذا لم تكن المعلومة والمعلومات السلاح لن ينفع أي سلاح آخر! لذا شدني الحديث عن التعاون الأمني الضروري فهو لا غنى عنه ولا نقاش فيه ولاجدال حوله .. ومن أراد الانتصار في المعركة ينظر إلى أساليب العدو .. وليس إلى ما يحلم به في مواجهة العدو!! وإذا كنا نحلم أن نكون المنتصرين فلقد حقق الجهاز الأمني هذا الحلم منذ أن تحول دوره من الدفاع إلى الهجوم! ومن الانتظار إلى الاستباق! ومن التأهب والاستعداد إلى الخوض والنزال! ولم يحدث هذا عبثا إنه نضوج التجربة السعودية مع الإرهاب وفي مواجهته ونتائج ما اكتسبه الجهاز الأمني من خبرات أهلته بالخبرة والمعرفة والإلمام للانتصار وأصبح مضرب الأمثال شرقا وغربا!!.. وإذا كان للإرهاب حسنة وحيدة فهي أنه جعلنا نرى قدرات وكفاءات وجهود الأمن السعودي في الميدان? فإن كانت شراسته ضارة فهي نافعة من وجهها الآخر يوم أن صارت المواجهة حتمية عرفنا قوة الأمن الباسل فنحن شعب لم يعتد ولم يألف المواجهات السفلية? دائما كانت حروب التأسيس تبعد عن المهاترات والتصفيات الدموية والدخول إلى الحارات بالجثث المغدور بها ظلما وعدوانا! غير أن الإرهاب وضعنا أمام مواجهة جديدة فيها عناصر السفالة والغدر والخيانة والكذب والنفاق فلم نعامله بالمثل إنما حاربناه بما يستحقه .. إنها شروط النصر كيف?! للحديث بقية..

نقلا?ٍ عن “عكاظ” السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com