تـحقيقات واستطلاعات

سكود وعطان يتصدر القائمة يليه عيبان وغيمان .. أكثر أسماء المواليد انتشارا في اليمن

دشنت المملكة العربية السعودية حربها على اليمن بتاريخ 26 مارس 2015م بغارات جوية غادرة تسللت إلى العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية تحت جنح الظلام والناس نيام? واستهدفت المطارات والقواعد الجوية في صنعاء وتعز والحديدة وغيرها? لتكون مفتتحا?ٍ لمسلسل عدواني همجي فاقت حلقاته عدد المائة اليوم? استهدف خلالها المنشآت العسكرية والمدنية والمدارس والمستشفيات والطرقات والجسور والميادين العامة والأحياء السكنية والمساجد والمصانع والمستودعات والمزارع والمعالم الأثرية والمدن التاريخية وكل شيء يتحرك على الأرض اليمنية.

مائة يوم بلياليها من القتل والتدمير والتخريب والحرق والإبادة الجماعية لشعب اليمن على أيدي أشقائهم العرب بقيادة الشقيقة الكبرى? نعم عاش فيها اليمنيون الموت على أصوله وشاهدوا من المآسي من يشيب من هولها الولدان وتذوقوا مرارة العيش الناتج عن الحصار المرافق للعدوان? ولكنهم صبروا وصمدوا ولازالوا على هذا الصمود وسيستمرون فيه حتى يحكم الله بينهم وبين المعتدين.

مائة يوم من العدوان كانت كافية لأن يتعايش شعبنا اليمني مع الوضع الذي فرضته الحرب? فالغارات الجوية أصبحت روتينا?ٍ يوميا?ٍ مملا?ٍ والصواريخ والقنابل الفراغية أو المظلية والعنقودية لم تعد تخيفهم والتدمير والخراب الذي طال مئات المنازل وشرد مئات الأسر لم يزدهم إلا قوة وصمودا?ٍ وإصرارا?ٍ على الانتصار والانتقام.
مائة يوم من الحرب استشهد فيها مئات الأطفال بصواريخ آل سعود وولد العشرات من الأطفال فبعث مولدهم الحياة من جديد خصوصا?ٍ لدى الأسر التي فقدت احد أطفالها نتيجة العدوان? فدفعت ظروف الحرب القاهرة هذه الأسر إلى إطلاق أسماء على مواليدهم من وحي المعاناة والصمود ? وكأنهم يكتبون بذلك تاريخ هذه الأحداث المأساوية? فتصدر اسم ” عطان” أسماء المواليد خلال مائة يوم حرب? تلاه اسم “عيبان” و”غيمان” واحدث الأسماء أطلقه احد المواطنين على مولوده الجديد الذي قدم إلى الحياة منتصف الأسبوع الماضي بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة إطلاق صاروخ “سكود” على قاعدة “السليل” الجوية السعودية في وداي الدواسر التابع لمنطقة الرياض? فكان الـ”سكود” هو اسم الطفل.

“عطان” يتصدر القائمة

وفي هذا الصدد قال العقيد فضل محمد الجبوبي مدير عام الأحوال المدنية والسجل المدني بأمانة العاصمة: إن المصلحة تلقت أكثر من عشرين طلبا?ٍ للحصول على شهادات ميلاد لمواليد جدد باسم “عطان” نسبة الى جبل عطان الشامخ وحصنه التاريخي العريق? لافتا?ٍ في حديث صحافي إلى أن هناك طلبات أخرى تقدم بها مواطنون لدى المصلحة للحصول على شهادات ميلاد لأبنائهم تحمل اسمي “عيبان” وغيمان” .
وأوضح العقيد الجبوبي أن المواطنين الذين تقدموا بتسجيل أسماء مواليدهم الجدد بهذه الأسماء هم على مستوى أمانة العاصمة فقط خلال الفترة الماضية من العدوان? متوقعا?ٍ أن يكون العدد أكثر خصوصا?ٍ أن الكثير من الأسر لا تهتم باستخراج شهادات ميلاد لمواليدها الجدد أثناء ولادتهم وأيضا لكون أسر عدة غادرت صنعاء منذ بدء العدوان ولم تتمكن من التواصل مع الأحوال المدنية لتسجيل أي مواليد جديد ر?ْزقوا فيها خلال هذه الفترة.

وأكد مدير عام الأحوال المدنية والسجل المدني بأمانة العاصمة أن أول طلب تلقته المصلحة بتسجيل اسم “عطان” كان بعد بضعة أيام من جريمة قصف طائرات العدوان السعودي لـ فج عطان” بالعاصمة صنعاء ظهيرة يوم الاثنين الموافق (20 ابريل 2015م) والتي تسببت في سقوط 90 شهيدا و نحو 398جريحا?ٍ من المواطنين الأبرياء وتحطم مئات المنازل والمحلات التجارية والسيارات على مسافة 6 كيلو مترات من مكان الانفجار.

يومها فوجئ العقيد فضل الجبوبي بأحد المواطنين يصر على الدخول إلى مكتبه لطلب استمارة شهادة ميلاد لطفله الجديد تحمل اسم “عطان” رغم أن استخراج هذه الوثائق يسير بشكل منظم وروتيني ولا يحتاج إلى مقابلة مدير عام المصلحة.

يقول العقيد الجبوبي :” كان الرجل في قمة الحماس والسعادة وهو ينطق اسم “عطان” على شفتيه مع تشديد حرف الطاء? وحين سأله العقيد الجبوبي عن سر اختيار هذا الاسم لمولوده الجديد? أوضح الرجل بأنه من أهالي حي “عطان” وتسبب القصف الغاشم بالأسلحة المحرمة دوليا?ٍ على “فج عطان” بتاريخ 20 ابريل في تدمير منزله ضمن عشرات المنازل وشاءت الأقدار أن تنجوا أسرته من الموت بأعجوبة? حيث كان يتواجد مع زوجته “الحامل” وطفلتيه في احد المستشفيات لإجراء بعض الفحوصات الطبية للزوجة التي كانت في الأسبوع الأخير من الحمل? فأقسم الأب بأن يطلق على مولوده تسمية “عطان” نسبة لشموخ “عطان الجبل” و”عطان الحصن المنيع الذي يطل على مدينة حدة ودمره القصف السعودي.
بعد ذلك? والكلام لا يزال لمدير عام الأحوال المدنية والسجل المدني بأمانة العاصمة العقيد فضل الجبوبي? توافد إلى المصلحة مواطنون آخرون يطلبون شهادات ميلاد تحمل اسماء “عطان” و”عيبان” و”غيمان” إلا أن عطان تصدر الأسماء الأخرى.

واختتم العقيد الجبوبي تصريح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com