كتابات

الحدائق العامة ملك للناس وليست لأيتام النظام

حتى لا تكون مدينة عمران أخرى محاصرة عانت وتعاني من الحصار والمواجهات والقتل والحرب والدمار في داخلها وفي حدودها? لابد من إخلاء صنعاء من آثار الآليات والمعسكرات والأسلحة الثقيلة والخفيفة المتواجدة بكثافة في حديقة 21 مارس الكائنة وسط سكان العاصمة.

رغم الحملة الإعلامية الكبيرة لحملة 22 مايو الماضي لم يشارك في وقفة البوابة (بوابة الفرقة الأولى مدرع) المنحلة التي تحتل الحديقة سوى الثوار الحقيقيين من الرجال والأطفال والثائرة الوحيدة المغمورة الأستاذة هيفاء مالك. أقول عنها بالثائرة المغمورة مع كل الإحترام والإكبار لأنها ثائرة أصيلة غطتها جحافل المتثورجات المنتشرات في كل ركن من أركان (الهدرة) والتطاول إلا في ساحات النوائب? ميادين إستعادة الحقوق الواضحة. بنت مالك تمثل شريحة عريضة من الثائرات والثوار المغمورين الذين لا يطلبون مقابل ثورجيتهم الوصول لتأمين المال والشهرة بقدر ما يبحثون عن وطنهم المسلوب. لقد غابت عن الوقفة كما كان متوقع الحقوقية العولمية الوصولية توكل كرمان? طبعا?ٍ? أليست هي من كانت تتلقى التعليمات عن كيفية دفع الشباب اليمني إلى محرقة وسلخانة شهرتها العالمية من ذات المكان الذي يقوم الثوار والثائرة اليوم بمطالبة تحريره. أليست كرمان? لتعطي جائزتها أي معنى? كانت هي الأولى من غيرها بالمشاركة لتحرير هذه البؤرة التي تقف وراء إستشهاد الآف من الشباب اليمني .. والحبل على الجرار للتكفير عن جزء بسيط من جرمها وذنوبها السابقة???

لماذا لا يتحرك المتخضرمين والمتخضرمات من الثورجيين والثورجيات إلا على أساس توجيهات ومصالح حزبية التي لا تمت دوما?ٍ بأي صلة لمصالح الوطن? أين هي تلك الأحزاب التي تدعي زورا?ٍ وبهتانا?ٍ قيادة الثورة وما إلى ذلك إزاء المواقف الوطنية الحقيقية?. وأين هو الوطن من هذه الأحزاب التي تتقاسمه ذهابا?ٍ وإيابا?ٍ في كل مرحلة. ألم يدركوا بعد بأنهم لم يعودوا إلا جزء من الماضي الكارثي الفاسد. أم أنهم يريدون أن يؤكدوا لنا بإستمرار بأنهم إنما جزء لا يتجزأ من المؤامرة على الشعب في عملية إرتهان أبدي لليمن في إطار أجندات إقليمية حقيرة? هل يمكن للشعب اليمني أن يعرف ما هو موقف الأحزاب ومنظماته الجماهيرية والمدنية التابعة لاسيما الحزب الإشتراكي والناصري من المطالبة بإخلاء الحديقة من الإرهابيين وعناصر تنظيم القاعدة?? بالتأكيد اننا لم نتوقع منهم المشاركة في هذه الحملة الوطنية السلمية لأنها أي هذه الحملة ليست جزء من القسمة إلا إذا كانوا قد قبضوا حصصهم مقابل السكوت!! كما قبضوها أول مرة إلى آخرها والبقية تأتي. ومع ذلك فإنهم لم يخيبوا ظننا القديم بهم الذي كان صادقا?ٍ منذ البداية.

إذا لم يتم تفريغ هذا الوكر الملجأ المليء بالإرهاب والإرهابيين والأسلحة بأنواعها فورا?ٍ فإني أعدكم بأن تلقى صنعاء مصير عمران بل وربما مصير صعدة خلال الحروب الستة الماضية. وهنا نقول للجميع إن من يريد الحرب فلتكن? ولكن خارج المدن بعيدا?ٍ عن الإحتماء بالسكان من نساء وأطفال ودروع بشرية كما هي حالة مدينة عمران اليوم. إن بقاء المعسكرات داخل المدن لا تعتبر شجاعة ولا رجولة لاسيما في الظروف الحالية الغير مستقرة التي تمر بها البلاد.

إن لدى سكان صنعاء حاليا?ٍ بشكل خاص وكل اليمنيين بشكل عام فرصة ذهبية بإقناع المجتمع الدولي بمشروعية مطلبهم المدني والسلمي بإخلاء هذه المنطقة من أدوات وآليات وأسباب الدمار الشامل التي تحيق بمدينتهم ومدنيتهم من خلال وققة إسبوعية أمام بوابة (الفرقة الأولى إرهاب) إلى أن تحقق الحملة السلمية أهدافها لأن الحدائق العامة ملك للناس وليست لأيتام النظام المشتر?ك من شذاذ الآفاق والهاربين من السجون ومن الحروب العبثية والإرهابية من كل بؤر الإرهاب في العالم.

bassethubaishi@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com