كتابات

كذب الصفوة النشوة البائسة (3 – 3)

الصفوة ?النخبة لنتفق أولا?ٍ على تعريفهم ?
هؤلاء هم قادة المجتمع ?وقادة الدولة كيفما كانت ??
يتقدموننا في كل المجالات ?بحكم الأفضليه المهنية والثقافية والعلمية والأكاديمية ? نخبة العقول ? يمتلكون الصلاحيات والسلطة بدرجاتها المتفاوته ? لذلك هم في المقدمة ونحن كأفراد في المجتمع نركن إليهم ?فهم الأجدر ?والأعلم والأنضج والأعلى تاثيرا?ٍ ?و يمتلكون حق إتخاذ القرار? أو حق التغيير !!

المعلم بالنسبة لتلاميذه هو قائدهم الأعلى وبالنسبة للعملية التعليمية هو المؤثر? وعلى نفس الوتيرة فلنقس الأمر على الطبيب ?المهندس ?الصحفي?المدير ?الوزير?وهكذا إلى أن نصل إلى رأس هرم السلطة وهو بالطبع رئيس الدولة ورأس النظام الحاكم ? وبحكم مالديهم من أفضلية فهم يتحملون المسئولية الكاملة في قيادة المجتمع والدولة نحو النجاح أو الفشل !!

عندما طرحت فكرة الكذبات الكبرى ? عنيت تحديدا?ٍ عدم فاعلية الن?ْخب ? وكأنه لا وجود لهم ? وتواجدهم في السلطة هو معرقل فعلي? ? إذ أن أساس تواجدهم في هذه المكانة هو أهليتهم ?فإن لم يقدموا نجاحا?ٍ بهذه الأهلية يصبحون عبئا?ٍ أكثر? بعدم إفساحهم المجال لغيرهم? الإقدر والأفضل لقيادة التنمية .

فهل قادة هذه الصفوة المجتمع والدولة نحو النجاح ?

الإجابة تتضح كل يوم أكثر فأكثر? عندما نتأمل حالنا ونقارنه بحال دول النجاح !!
في التطبيب والهندسة ?والعلوم والإنتاج?والتعليم والخ الخ ….

نلاحظ حتما أننا تسير نحو الفشل أكثر وأكثر في وجود هذه النخب من العقول الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ?أتعجز نخبة العقول الإقتصادية عن وضع سياسة إقتصادية ناضجة تقود الدولة بإمكانياتها المتاحة نحو النجاح ? وإخراجها من مأزق الفشل !!

مر?ِ جيل?َ تلو الأخر ?ولا تزال خارطة فشل الدول العربية ثابتة ?على الرغم من أن متغيرات النجاح متجددة ?مثل الثروات الطبيعية المستكشفة? والكوادر العلمية والمهنية المتزايدة?
لكن ماترسمه أي من دول الفشل في الألفية الثانية بدائي جدا?ٍ ?
إذ على أي دولة رسم سياسة تنموية شاملة ? في شتى المجالات بدون إستثناء ?هذه السياسة ينبغي لها أن ترتكز على رؤية وأهداف وخطة ? وعليها يتحدد النجاح أو الفشل بدرجات متفاوته ? فما بالكم إذا لم تكن هناك سياسة تنموية أصلا?ٍ ??

العشوائية والتخبط والإنحدار وتجذر الفشل هو المصير الحتمي لدولة لا تملك سياسة تنموية ??
وبذلك يعاد تدوير الفشل من جديد ?لنأخذ هذا المثل البسيط ?معلم فاشل في مؤسسة تعليمية لا سياسة لها ?وبمنهج قاصر لا يعمل على تنمية القدرات العلمية والذهنية والأخلاقية للتلاميذ ?حتما?ٍ سيخرج للمجتمع جيل غير قادر على قيادة مسيرة البناء ?وبذلك يتجدد الفشل تلقائيا?ٍ ?
وهنا يصبح التعليم كذبة كبرى لأنه لم يؤد دوره الفعلي !!

لنعكس هذا المثل على كل عوامل البناء والإنتاج والتنمية والإدارة والقانون وغيره وغيره في المجتمع وفي الدولة بأجهزتها ومؤسساتها ?
سنفهم حينها لماذا لا نجد نتائج حقيقية في التنمية بعد مرور 6 عقود على الأقل? منذ نشأت الدول العربية بالإستقلال !!
بل وفي وجود ثروة طبيعية فياضة تتميز بها تفوق ماتملكه دول النجاح ? لم تستطع أي من الدول العربية ?الوصول إلى فئة دول النجاح !!

التعليم بحد ذاته إستثمار جبار ?تجاهلته دول الفشل ? وهاهي تسجل خسارتها الكبيرة
وتتجرع الأمرين فيه ?بل وتستورد ثماره من دول النجاح في الطب والهندسة وبقية المجالات !!

إذن العلة تكمن في مكون البناء الأساسي ?وهو الإنسان ? هذا المكون الذي أهملت تعليمه وتأهيله ليقدم لها بعد اكتمال نضوجه ?كل ما تحتاجه لتنجح ?
الأمر برمته فيه تعقيد صعب وبسيط ? وقانون الديالكتيك (التأثير المتبادل)
يوضح ذلك ?عقول النخبة ترسم السياسة التنموية الشاملة ?وثمار هذه السياسة هو النجاح ونخبة أخرى من العقول التي ترسم نجاحا?ٍ أخر ?هكذا ببساطة !!

هناك مثقفون وأكاديميون عرب ?أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بما أثاروه من أفكار خلاقة غيرت في مسار كثير من القضايا والإشكاليات الفكرية والعلمية والإقتصادية ?وعطاؤهم كان ثريا?ٍ جدا?ٍ ? لم تستوعبهم ضحالة الواقع العربي والسلطة القمعية فيه ?وتغربوا في الأرض? إستوعبتهم دول النجاح ?واحتضنت أفكارهم وعطاءهم ? وشاركوا في صنع أمجاد تلك الدول ?وبعضهم عاش في بلده بدون أدنى تقدير ?مفارقة بائسة حقا?ٍ !!
أذكر منهم ادوارد سعيد ? محمد اركون ?سمير أمين ?وغيرهم …
بالمناسبة سمير أمين مستشار إقتصادي للعديد من الدول الأفريقية والأوروبية ?وتتنصل منه الدول العربية بغباء ?ولم تستعن قط بعلمه وحلوله .

ألا تجدون أن ذلك كله ناتج عن صفوة كاذبة انتشت فلم تر غير نفسها !!
لم تر أمامها ?كل ما حولها كان غير مرئي تماما?ٍ فالنشوة أعمت بصيرتها ……..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com