كتابات

الإمام لاياما والأسقف ديودونى فى مأساة أفريقيا الوسطى

الحمد لله..

معلومات موجزة عن البلاد:

– تقع بين دولتى السودان وتشاد والكاميرون ودولتى الكونغو.

– البلاد غنية الموارد «بترول ومناجم ألماس ويورانيوم» فقيرة السكان مع انتشار الجهل والمرض.

– سكانها يتجاوزون ٤٫٥ مليون نسمة يشكل المسيحيون أغلبية بنسبة ٥٠٪? والمسلمون ٢٥٪? والوثنيون ٢٥٪? مع اختلاف فى التقديرات يبقى فيها المسلمون أقلية.

– تعانى البلاد من توالى الانقلابات منذ إعلان استقلالها عن فرنسا? مع بقاء شركات فرنسية تسيطر على امتيازات المناجم والتنقيب عن النفط.

خلفية الأحداث الدامية:

– تأس?س تحالف يدعى سيليكا «Séléka» مكو?ن من عدة جماعات غالبيتها من الشباب المسلمين غير الملتزمين دينيا?ٍ إلا أن نظرتهم إلى الغالبية المسيحية نظرة متطر?فة.

– تشكلت جماعة مسلحة ت?ْدعى أنتى باليكا «anti balaka» من الشباب المسيحيين تحمل توجهات متطرفة معادية للأقلية المسلمة بالرغم من أنهم غير ملتزمين دينيا?ٍ? ودخلت فى مواجهة مسلحة مع تحالف سيليكا.

– سعى تحالف سيليكا إلى الوصول إلى الحكم عبر الانقلاب على الرئيس المسيحى «فرانسوا بوزيزيه» الذى وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب على الرئيس الذى سبقه.

– عندما شعر الرئيس «فرانسوا بوزيزيه» بأن تحالف سيليكا «المسلمين» أصبح يشكل خطرا?ٍ على كرسيه وسلطته? أخذ يحرض جماعة أنتى باليكا «المسيحيين» على المسلمين? وزعم كذبا?ٍ أنهم من العرب المهاجرين وأنهم يريدون القضاء على الكنائس والسيطرة على البلاد? ودعا إلى قتالهم.

– نجح تحالف سيليكا فى الانقلاب إثر تخلى فرنسا عن الرئيس المسيحى «فرانسوا بوزيزيه» بعد أن أصبحت فضائح الفساد المالى لنظامه لا يمكن سترها أو الدفاع عنها? بالإضافة إلى أنه قد أعطى بعض امتيازات التنقيب عن النفط لشركات صينية وفتح أمامها المجال لتنافس الشركات الفرنسية مما أثار غضب فرنسا.

– تمكن تحالف سيليكا من الوصول إلى الحكم وتول?ى قائده المسلم «محمد ميشيل جوتوديا» رئاسة البلد وأعلن حل جماعته المسلحة? غير أنه لم يستطع السيطرة عليهم وكبح جماح نشوتهم بالوصول إلى السلطة? كما تحم?س للانضمام إليهم أعداد من الشباب المسلمين وأخذوا يعتدون على المسيحيين وعلى كنائسهم ويتفاخرون بأن المسلمين يسيطرون على البلاد وأنهم سوف يجعلونها بلدا?ٍ مسلما?ٍ? بالرغم من أن غالبية هؤلاء الشباب ليسوا ملتزمين بالأحكام الشرعية? وهم أقرب إلى العصابات.

– رفض أئمة المسلمين فى البلاد تعد?يات تحالف سيليكا على المسيحيين ووقف رئيس الجالية المسلمة «إمام عمر كوباين لاياما» ضد ممارسات بعضهم الإجرامية وقتلهم للمسيحيين وتعدياتهم على الكنائس.

– تعرض إمام عمر للأذى والتهديد من قيادات تحالف سيليكا فأصر? على الدعوة إلى حماية المسيحيين وكنائسهم وات?حد هو والأسقف «وبانغى ديودونى انزابالاينغا» للعمل على دعوة المسلمين والمسيحيين للسلام? وذهبا إلى أوروبا لمخاطبة الساسة الأوروبيين فى ضرورة العمل على استقرار البلاد والتوقف عن تسليح الجماعات المسلحة من المسلمين والمسيحيين.

– استجاب عدد من الشباب المسلم الملتزم لدعوة «إمام عمر كوباين لاياما» فوقف ٣٠ منهم فى حى «كيلوميتر 5» فى جنوب العاصمة لحماية الكنيسة الكاثوليكية? وكانوا يحاولون إقناع شباب جماعة سيليكا المسلحة بأن الإسلام لا ي?ْجيز الاعتداء على الكنائس? غير أن الاستجابة كانت ضعيفة فى ظل نشوة الانتصار والشعور بالسلطة.

– انضمت أعداد كبيرة من الشباب المسيحى إلى جماعة أنتى باليكا واشتدت المواجهة بين الجماعتين المسلحتين وتجاوز القتال المسلحين إلى قتل المواطنين الع?ْز?ل بمن فيهم النساء والأطفال وأصبح الوضع فى البلاد خارج السيطرة.

– تدخلت القوات الفرنسية لنزع السلاح من الجماعات المسلحة? إلا أنها لم تعمل على توازن نزع السلاح? إذ يبدو أنها نزعته من الطرف المسلم فكانت الكفة لصالح جماعة أنتى باليكا فكثر القتل فى المسلمين.

– استقال الرئيس المسلم «ميشيال جوتوديا» وتول?ت الحكم الرئيسة المسيحية «سامبا بانزا» التى أعلنت رفضها للجرائم ودعت العالم للوقوف معها فى حربها ضد الجرائم البشعة التى ت?ْرتكب ضد المسلمين.

– وفى هذه الأيام حيث ترتكب ميليشيات الجماعة المسيحية المتطرفة «anti balaka» أبشع جرائم الاستئصال العرقى ضد المسلمين الع?ْز?ل برز من قساوسة الكنائس من يسعى إلى إيواء المسلمين الع?ْز?ل? وهم يتحملون بسبب ذلك اتهامات المتطرفين المسيحيين وهجومهم عليهم.

يقول القس? المحترم «إكزافى فاغبا» راعى كنيسة «سانت بيتر» فى بلدة «بوالى» ردا?ٍ على تعرضه للهجوم من الشباب المسيحى المتطرف بسبب إيوائه أكثر من ٦٥٠ لاجئا?ٍ مسلما?ٍ فى كنيسته:

«لقد حان الوقت الآن لكل من هو صالح أن يتخذ موقفا?ٍ جادا?ٍ? وي?ْثبت قوة إيمانه»? ويشكو من هجوم المتطرفين المسيحيين عليه فيقول: «لم يفهم أحد ما قمت به? بل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com