كتابات

نـــداء إلـــى الأهـــل

مثلت حادثة اغتيال الشهيد سعد بن حبريش العليي الحمومي نقطة تحول في تطور الأحداث في حضرموت? وربما لاحقا?ٍ في المحافظات الجنوبية. كان للرجل مكانه خاصة لدى سكان حضرموت? وفي الهضبة الجنوبية تحديدا?ٍ. فقد كان الشهيد يتمتع دائما?ٍ بحضور طيب في الأوساط الحضرمية? بدوا?ٍ وحضرا?ٍ? ساحلا?ٍ وواديا?ٍ? لهذا فمصابنا فيه وفي مرافقيه جللا?ٍ? وخسارتنا فيه عظيمة. تبدو حضرموت هذه الأيام كمرجل يغلي? كل الأطراف تبدو مندفعة نحو استغلال الحدث كل بطريقته? والقليل من العقلاء فقط هم الذين يمثلون الطرف الصامت? ربما هؤلاء يتخيلون العواقب المحتملة للذهاب نحو حالات لا أحد يستطيع التنبؤ بها. من المسلم به في مثل هذه الحالة أن تبادر السلطات إلى اتخاذ موقف حازم من المشتبه بهم في ارتكاب الجريمة? تتحفظ عليهم? وتقدمهم للعدالة? وتعلن للناس نتائج التحقيق? فتتجلى الحقيقة كما هي? ويزول الغموض? فتهدأ النفوس? ولا يجد الخائضون في المياه العكرة فرصة للاستغلال. في الواقع ادانت الحكومة بحزم الحادث في اجتماعها السابق? وبادر الأخ الرئيس بإرسال برقية عزاء لأسرة وقبيلة الفقيد? وأرسلت لجنة أمنية عليا لمتابعة التطورات? وترضية الحموم? التي تمثل نسبة كبيرة من سكان الهضبة الجنوبية لحضرموت? وحضر المحافظ مراسم الدفن واتخذت إجراءات غير قليلة للسيطرة على الموقف? وحتى الآن لا يبدوا أن هذا التحرك قد أرضى الحموم? كما أنه لم يرض قبائل حضرموت المتحالفة مع الحموم? فشيخ الحموم? هو رئيس مجلس تحالف القبائل هناك. وتأكيدا?ٍ لاهتمامه بالموقف? تابع الأخ الرئيس الوضع في المحافظة? معزيا?ٍ أسرة الفقيد ومتحدثا?ٍ مع شيوخها? واعدا?ٍ باتخاذ ما يلزم من إجراءات. ومتعهدا?ٍ بتنفيذ كل ما كان الشيخ يتابعه من مطالب لأبناء المنطقة? ومع ذلك ظلت الدعوة لما سمي ” بالهبة ” قائمة? وتجري التحضيرات لمواقف لا أحد يتكهن بمآلاتها فنحن نستطيع في الظروف الملتبسة أن نصنع الحدث ولكننا لا نستطيع أن نتحكم في نتائجه? وخاصة في ظروف معقدة كالتي تمر بها حضرموت خاصة واليمن عامة. اليوم تتقاطر على حضرموت قوافل عديدة تحمل الرجال? والعتاد? وترفع شعار التضامن مع الحموم? وتبدو الحالة في المنطقة خارج السيطرة إلا من نقاط أمنية? ومعسكرات تعرضت كثيرا?ٍ للاعتداء. وسالت حولها دماء كثيرة? وتراجعت هيبة الدولة هناك إلى مستويات لم تعرفها المحافظة من قبل? ترافقت مع مشاعر متأججة? رافضة? ومتمردة? لم تستوعب الاجراءات الحكومية بعد غضبها. وخفتت أصوات العقلاء إلا من رحم ربك. يرفع الجميع شعارات ومطالب مختلفة. الحق كل الحق فإن بعضها مما يمكن تحقيقه? فيما البعض الآخر يبدو مبالغا?ٍ فيه حد الغلو. فقد ركبت القوى المعادية لوحدة الوطن هذه الهبة وهي تحاول قيادتها إلى الوجهة التي تريدها. الآن يبدوا المشهد مقلقا?ٍ فأصحاب المشاريع الصغيرة? وجدوا في الحادث ضالتهم? وجدو سببا?ٍ وجيها?ٍ للتحرك نحو أهدافهم. لهذا يقومون بالتحشيد نحو حضرموت? والقول بأنهم يتضامنون مع الحموم غير مقنعا?ٍ? فقد توالت على المحافظة أحداث كثيرة وسالت دماء غزيرة بفعل الارهاب وعناصره ولم يتحرك أحد للتضامن هناك مع الشهداء من أبناء المحافظة الذين قضوا نحبهم في أحداث مؤلمة? حتى مجرد بيان تضامن لم يصدر? فما هو القصد من هذا التسعير اليوم وكأن حضرموت داخلة في حرب مع الدولة. لا يخفي البعض رغبتهم في اسقاط المحافظة? أي لا يخفي هؤلاء رغبتهم في مهاجمة المؤسسات الحكومية? المدنية والعسكرية? والشركات النفطية العاملة. وتجري حالات إساءة لأبناء المحافظات الشمالية كالإعتداء على ممتلكاتهم? وهي أمور ليست من طباع الحضرمي? ولا علاقة لها بثقافته التي نغرسها. إن المساس بأي مواطن بصرف النظر عن المحافظة التي ينتمي إليها هي جريمة لا يجوز أن يفلت مرتكبيها من العقاب? كما يجب أن ترتفع الأصوات الخيرة بإدانتها. أحزاب? ومنظمات? وشخصيات? ورجال علم? ونقابة? إن بعض المظاهر التي تبدو تجاه العاملين في المحافظات لا تمت بصلة لحضرموت? ليس حضرمي هذا الذي يمارس مثل هذه البشاعات? مهما كانت دوافعه وأسبابه للقيام بمثل هذا العمل الذي يتعارض مع عقيدتنا وسماحتنا التي عرفناها وعرفها عنا غيرنا. باختصار العنصرية شعور ممقوت? أما ممارستها فجريمة? أيا?ٍ كان الشعار الذي يختفي خلفها. هنا تتجاوز الأمور حدود الاحتجاج والتضامن مع أسرة المرحوم الشهيد بن حبريش وحادث استشهاده. الأمر هنا يتعلق بمستقبل حضرموت? ومكانتها? وأمنها واستقرارها والأمر أيضا?ٍ يتعلق بأمن الوطن? هنا تتعرض مصالح عليا للخطر? وتبدوا الدولة مهددة في كيانها. إن أمن البلاد والعباد ليس من القضايا الثانوية التي يمكن لأي منا الصمت حيالها أو الوقوف موقف المتفرج إزائها.. إن أمن البلاد يعد مصلحة خاصة لكل فرد في المجتمع ومصلحة عليا للوطن كله ومن يحاول المساس بهذه المصلحة إنما يمس مصالحنا الخاصة والعامة ويهدد مستقبلنا? ومستقبل الأجيال اللاحقة من بعدنا. هذا هو الذي يجعلني أختار عنوان هذا المقال ( الندا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com