كتابات

ساعة دماج و سابعة صعدة .. (الانصار و النصرة .. من سينتصر ?!)

مثلما كان صالح و محسن و الاحمر و من معهم يستثمرون الحروب على صعدة لاغراض سياسية و مصالح ذاتية و خدمة قوى داخلية و خارجية .. يفعل هادي نفس الشيء الان .. بذات الاطراف و نفس الادوات و تحت العناوين و المبررات عينها .. اللهم الا ان هادي يتحاذق و يحاول عدم الظهور المباشر في الواجهة تاركا لأصابعه و اذرعه حرية التحرك بإسناد منه و ضوء اخضر من دولته .
الجهات الداخلية رسمية و قبلية و حزبية و دينية و سياسية و اعلامية هي ذاتها التي شنت ست حروب غاشمة على محافظة صعدة انتهت الى انتصار الطرف الاضعف في المعادلة : الحوثيون الذين اصبحوا اليوم قوة معتبرة اسمها انصار الله فيما الطرف الاخر الذي كان هو الاقوى ممثلا في الدولة صار الان متضعضع القوى غير متماسك الجبهات و لا منسجم التحالفات و الرؤى و الاهداف .
بيد ان الداعمين الاجانب .. اقليميا و دوليا .. عرب و غرب .. ما يزالون في موقف ضد صعدة لم يتغير .. مساندين بالدعم المباشر و اللوجيستي لاي مغامر مستعد لخوض غمار المعركة مجددا ضد الحوثي و جماعته الجاهزة لمواجهة الراغبين في تجربة حظوظهم سواء كانوا من خصوم الماضي و الامس المعروفين و الواضحين اسماء و مسميات .. او كانوا مكونات جديدة من افرازات الحاضر المتجدد بفعل مخرجات ثورات الربيع العربي في اليمن و بلدان الفوضى الخلاقة الاخرى .
تتداعى مؤشرات اللحظة الى حرب سابعة في صعدة تحت غطاء دماج و نصرة اهل السنة دون ادراك ان اغطية الحروب السابقة كانت اجدى تمريرا للاهداف و توفيرا لمعطيات شن العدوان من منطلقات السيادة الوطنية و قمع التمرد و مواجهة محاولات اعادة نظام الامامة .. فيما يحضر الان الداعون للدفاع عن صحابة رسول الله و بسط هيبة و نفوذ الحكومة كاعذار لاشعال رحى الحرب في صعدة دون وعي من المتحمسين لها بالتغير الذي طرأ على قواعد اللعبة و انقلاب الطاولة رأس على عقب عما كان عليه الوضع في الحروب السابقة و الفترة الماضية .
لذا .. جدير بالاطراف و القوى الداخلية و الخارجية ادراك حقيقة واحدة اذا ما خاضوا الحرب على صعدة في نسختها السابعة .. تلك الحقيقة ناتجة من حقائق ملموسة على ارض الواقع تؤكد ان الطرف الضعيف الذي انتصر في نهاية المعركة و قهر الاقوياء عند المنتهى .. سينتصر ايضا في الحرب القادمة سواء كانت سابعة او عاشرة .. لان الذي يحقق نصرا لقضيته و هو ضعيف سيحقق نصرا اكبر للقضية و قد صار قويا ما دام الحوثي لم يتخلى عن قضيته شعارا و ممارسة يجسدها انصار الله سلما و سلاحا كما ينبغي للمحارب ان يذود عن حماه .. بالسيف و النار او بالسلام و الحوار .
اكرر .. انتم ما زلتم انتم و الحوثي هو نفسه .. الفارق فقط انه بات اكبر مقدرة و قوة و اكثر حضورا ديناميكيا سياسيا و بشريا و اعلاميا و عسكريا ايضا .. بينما افتقدتم للعناصر و الركائز الاساسية للقوة التي تحتاجونها لمواجهتكم الراهنة و لا تجدونها و لن تستطيعون تعويض النقص و الحاجة لها مهما بذلتم من محاولات او استعنتم بطاقات و خبرات قاعدية و سلفية و اخوانية هي اصلا كانت حاضرة في الحروب الست في الخفاء و اصبح حضورها اليوم علانية بزوال معوقات اعلانها فيما مضى .
يا هؤلاء .. راجعوا حساباتكم جيدا .. اقرأوا الواقع بعمق .. تأملوا
بأعماق القضية منذ اول رصاصة اطلقت في شعاب مران حتى آخر صرخة بالموت لأمريكا و اسرائيل دوت في ميادين صنعاء و عدن و تعز و ذمار و انتشار الشعار على امتداد الوطن .. فكروا بالنهايات و ارجعوا للبدايات ان اردتم معرفة المكان الذي ستقف عليه اقدامكم في المستقبل القريب .. بعد انتهاء الحرب بنهاية طرف من الطرفين اذ لن يكون اتصال الرئاسة و الوسطاء قادرا على انقاذ الموقف عندما يحصحص الحق و ينادي منادي الوغى لما ليس يوصف بالحديث المنمق .
لانها الحرب .. ما علمتم و ذقتم فلا داعي لان يتذوق البقية ذات العلقم و كؤوس الدم و الندم .
صدقوني .. لله و للانسانية و الوطن .. ان كنتم تكرهون الحوثي فلا تمحنوه النصر و تجلبون لانفسكم الخسران المضاعف و الخسارات الماحقة .
ان كنتم تعادون انصار الله كجماعة و مذهب و معتقد .. لا تتورطوا معهم في التحدي و المكابرة و امنحوهم حاجتهم التي يطلبونها من الحرية و التعايش و المواطنة .
صدقوني ستنتصر صعدة .. قضية و مظلومية .. مشروع و مجتمع .. سينتصر الانصار بعنفوان الصبر و تراكمات القهر .
سينتصر السيد .. صدقوني .. سينتصر الحوثي و لو بعد حين .. عاجلا او آجلا .. و الايام بيننا .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com