ملفــات سـاخنـــة

المنشآت النفطية.. هدف سهل وخيار راجح!

ماذا لو قررت مجموعة مسل?حة أو دولة خصم للنظام السعودي استهداف المنشآت النفطية في المنطقة الشرقية?

واهم من يقول أن هذه المنشآت محص?نة إزاء أي صاروخ بدائي الصنع يمكن أن يوقف حركة الناقلات النفطية من ميناء رأس تنورة او الجعيمة الى الأسواق العالمية.

وواهم من يعتقد أن المنشآت النفطية لن تكون مدرجة في بنك أهداف الحرب الاقليمية المحتملة? بحجة أن مصالح الدول الصغرى والكبرى تحول دون اختيارها هدفا?ٍ.

ومن الغباء أن يظن آل سعود بأن ضلوعهم في مغامرات خارج الحدود يمنع الأطراف المتضررة من التفكير? أو بالأحرى التخطيط? لشن هجمات عسكرية ضد المراكز الحساسة والمؤلمة للنظام.

يدرك النظام هذه المخاطر? وفي ظل تدحرج الفوضى العبثية من بلد الى آخر في الشرق الأوسط سوف نجد جماعات متضررة منغمسة في العمل على توجيه ضربات قاصمة لاقتصاديات النظام السعودي وأسس استقراره? ولن تكون (القاعدة) وحدها من سيعمل على تحقيق هذا الهدف? بل سيجد النظام الهش في تكوينه أمام طيف من الخصوم الذين ينتظرون ساعة الصفر للإنقضاض على هذا النظام المسؤول عن وقوع الضحايا في عدد من البلدان العربية من مصر الى لبنان ومن سوريا الى العراق ومن اليمن الى السودان..

هل فكر آل سعود حقا?ٍ في عواقب الانغماس في أزمات الشرق الأوسط? والتحو?ل الى عنصر تفجير في أكثر من بلد عربي? بحيث لم يعد يكترثوا بأية ردود فعل ضد سياساتهم. هل إن تجنيد عناصر انتحارية أو تسليح جماعات جاهزة للموت سيمنع دولا?ٍ أو جماعات وازنة عسكريا?ٍ من القيام باعتماد خيار مماثل بحيث تحيل المملكة الهش?ة أمنيا?ٍ الى ساحة حرب مفتوحة يصعب السيطرة عليها? بحيث تتحول الى مناطق متنازع عليها بين جماعات ودول? وربما تسه?ل مخطط تقسيم المملكة التي لا يزال ينظر الأميركيون اليها باعتبارها كيانا?ٍ غير قابل للحياة على المدى البعيد? ولا بد من تفكيكه من أجل السيطرة عليه قبل أن يصبح الكيان الكبير مسرح حرب فوضوية تؤدي الى الإضرار بالمصالح الحيوية للغرب.

يلفت مقال السر سيد أحمد بعنوان (المرافق النفطية هدفا?ٍ إرهابيا?ٍ.. والعين على السعودية) المنشور في 24 يوليو الماضي الى قضية بالغة الخطورة? وينب?ه الى جوانب حساسة وعلى قدر كبير من الأهمية? ويبدأ من حادث مجمع الغاز الجزائري في عين أميناس في مطلع العام الجاري? والذي نتج عنه مقتل 38 شخصا من جنسيات مختلفة. القوات الجزائرية تمكنت من احتواء الهجوم في ما بعد? إلا انه خل?ف نتيجتين رئيسيتين: أولاهما? أن الصناعة النفطية? بامتداداتها الجغرافية الطويلة والمتسعة? أصبحت ميدانا?ٍ جديدا?ٍ للعنف? بسبب موجة التغيير التي تشهدها المنطقة عموما. وتكتسب هذه النقطة أهميتها كون الجزائر عاشت عقدا من العنف الأهلي لم يصب رشاشه المنشآت النفطية في تلك البلاد? ربما لقناعة وقتها من قبل تلك الحركات المسلحة المقاتلة بأنها تأمل في تولي السلطة يوما?ٍ? ومن ثم??ِ فهي ستحتاج الى العائدات التي تدرها صناعة النفط والغاز. وثانيهما أن اتجاه الجماعات المسلحة الى التحرك بصورة فردية ومحلية? مفتقدا?ٍ المركزية التي كانت سائدة من قبل? تجعل مرافق الصناعة النفطية ميدانا?ٍ يغري بالاستهداف من قبل هذه المجموعات. وساعد على ذلك? التغييرات في المشهد السياسي في كل من ليبيا ومصر وتونس? وخروج بعض عناصر هذه المجموعات من السجون? وتفكك القبضة الأمنية والاستخبارية في هذه الدول.

هذا الحادث لم يكن عابرا?ٍ? يتكرر اليوم في أكثر من بلد عربي ويحدث بصورة شبه يومية في نيجيريا واليمن ومصر وسوريا والعراق. وبحسب قاعدة للمعلومات عن الإرهاب الدولي في جامعة ميريلاند الأميركية: يشهد كل أسبوع وقوع ثلاثة حوادث إرهابية حول العالم تستهدف مرافق وأشخاصا?ٍ يعملون في صناعة النفط في مكان ما من الكرة الارضية. وهناك حوالي 40 دولة فيها صناعة واستثمارات مقد??ِرة في الميدان النفطي? ما يجعلها هدفا لمثل هذه العمليات? خاصة مع تراجع العملية السياسية وصعود وتيرة العنف الأهلي والإقليمي

لكن? رغم التطورات التي شهدتها الصناعة النفطية وبروز مناطق إنتاج جديدة? ما يخفف من الانعكاسات السلبية لانقطاع الإمدادات بسبب حادث إرهابي? إلا ان الصناعة النفطية لا تزال مهجوسة باحتمال وقوع حادث من هذا النوع في السعودية تحديدا?ٍ? وهي التي ظلت متربعة على مرتبة الملجأ الأخير للسوق? وكأنها المصرف المركزي للصناعة النفطية العالمية.

يعرض السر سيد أحمد لبعض ما ورد في تقرير نشرته مجلة (الايكونوميست) في أيار (مايو) من العام 2004? وهو تقرير معم?ق تحت عنوان (ماذا لو?). التقرير تناول بالتحليل احتمالات قيام زعيم القاعدة أسامة بن لادن بالعمل على تنفيذ حديثه عن أهمية استهداف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة في أوضاعها الاقتصادية? وذلك عن طريق توجيه ضربة الى بعض مرافق المنشآت النفطية السعودية وإغلاقها لبضعة أسابيع? الأمر الذي يمكن أن يحدث اضطرابا?ٍ اقتصاديا?ٍ عالميا?ٍ كبيرا?ٍ. بعد عامين من نشر ذلك المقال? حد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com