كتابات

أطلقها … ودعنا نتوكل ..!

(1)
لم يكن زعماء المشترك الثلاثة, في الدوحة, وم?ن على منصة تصويب الجزيرة إلا نوابا عن الرئيس الحالي في مهاجمة الرئيس السابق وحصر جميع المطالب في واحد: اعتزال صالح العمل السياسي.
(2)
هذا الشرط لم يرد في المبادرة والآلية قطعا. وقال سفير واشنطن هذا الكلام مرارا, لكن شركاء العقدة لا يسمعون هذه من فايرستاين ويسمعون منه كل شيئ آخر قاله أو حدث به نفسه.
(3)
أين تكمن المشكلة? ليس في أن يعتزل صالح أو لا يعتزل العمل السياسي. فالثابت أن الرجل وحده من يملك هذا الحق وقراره بيده ومن السخف بمكان التحكم بمصائر وخيارات الناس إلى هذه الدرجة, والأسخف هو افتراض أن هذه الضغوط ستفلح مع صالح.
دشن هذه الموجة الأخيرة من الهجوم الرئيس هادي وتبعه الآخرون, هذه محفوظة ومعادة على كل حال.
(4)
اصل المشكل أن الممثلين يستغبون الجمهور… والجمهور يفهم ويحلل ويقرأ الوجوه والأفواه قبل الكلام وبعده. أدوار توزعها شركاء القسمة وليس عليهم أن يستمروا في التظاهر إلى ما لا نهاية.
(5)
ليصدر الرئيس قراراته التي وقعها من بدري جدا, بقي أن يعلنها ويدع اليمنيين يناموا من دون رعب وترهيب سيف قراراته المصلت على رقاب وقلوب أمة من الناس روعها فيلم غبي يعرض منذ عام.
(6)
في جميع الأحوال وبعد مهازل ونكسات عام كامل انقضى من عامي الانتقالية, وحولتها إلى انتقامية بامتياز, لم يعد شيئ يثير الفزع, لطالما توطنت النفوس على توقع الأسوأ دونما سقف.
(7)
لكن من واجب ومصلحة الجميع في الجهتين وما بينهما أن يوطنوا أنفسهم جميعا على توقع الأسوأ. أسوأ من كل سوء هو أن يخيم كابوس الطرزان المسلح بقرارات دمار شامل فوق رؤوس اليمنيين توطينا لصورة ذهنية مختلفة حيال شخص قوي وسوبرمان ربما..!
هذا عبث فائض لا يجدي وهو لن يجدي بحال من الأحوال, فالصدفة وحدها- قالوا- لا تصنع العظماء.
(8)
يبدأ كل شيئ في اليوم التالي وليس قبل هذا الموعد والتوقيت. مجتمع وبلد بحاله جامد هامد خامد تحت صخرة قرارات الباب العالي التي أدمنت تقسيط الكوابيس دونما وعي بأن الفعل المقيم يساوي في المحصلة ردة فعل مقيمة سواء بسواء.
(9)
كل ما يمكن أن يكون من شأن تلك الفزاعة العبثية (القرارات) فكأنه قد كان, وليكن ما يكون. لا مزيد من المفاجآت بعد الذي كان والأسوأ هو ما مر لا ما يأت?, وهو ليس النهاية كما يصورها أو يتصورها شخوص هذه الحلقة من المسلسل اليومي,
بل البداية لا غير, سؤال كبير جدا يتبع في الحال: وماذا بعد?
(10)
هناك, في اليوم التالي … مبدأ الحكاية بل الحكايات.
حسنا إذا, لا نقول “اعقلها” بل أطلقها…. ودعنا نتوكل…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com