كتابات

أوباما رئيسا لأمريكا لولاية ثانية … ماذا بعد ?

غير مهم من يكون رئيس أمريكا و ما هي جذوره أو قناعاته لأنه في النهاية سيطبق سياسة عرفناها و خبرناها و جربناها سنينا طويلة قبل أوباما و غيره من الرؤساء ? و لا فرق عندي إن كان جمهوريا أو ديمقراطيا ? أسمر اللون أو أبيض . ما يهم فعلا ماذا قدموا لنا و كيف نحن معهم على طاولة اللعبة السياسية .

سواء كان اوباما أو غيره لن تتغير سياسة أمريكا تجاه العرب و قضايا الشرق الاوسط … و السلمية الزائفة التي يتحدثون عنها في عهده ماهي الا فراغ اليد جراء أزمة اقتصادية خانقة طالت الكل و أجبرتهم على الل?ٍين في القول في صراع أزلي مع جبروت القوة و حب القيادة في مقابل الخنوع و الولاء و البراء من قبل العرب .

داخليا هم يعيشون النموذج السليم لديمقراطية سلمية تتجاوب مع أدب الاختلاف في حين صد?ِروا لنا نموذجا مشوها جاء على دبابة الى العراق و منها انتشر كالوباء في باقي الدول …نموذجا تغذيه الطائفية و التكفير و التعصب و الصراع الايديولوجي … لم يكن قدرا الاهيا ان يولد مشوها و حتى محاولات التجميل التي طالته بعد الثورات لم تأتي بالنفع …فنفس النهج يتبع في كل البلدان . نهج الفتنة و الطائفية ? سياسة فرق تسد هذا حالنا في تونس و هذا حال ليبيا و اليمن و مصر و لبنان و أم القضايا فلسطين و أخيرا في سوريا أصبح الصراع مفتوحا بين أطراف عدة و لم يعد أحد يفهم طبيعته سوى المحرك الفعلي لكل هذه الفتن هنا و هناك … لست من محبي نظرية المؤامرة كثيرا لكن الامر يقف عندي مع أمريكا فهي ترفع راية الفوضى الخلاقة و هي من تقود شعار المؤامرة و تبث الفتنة و تقنع الكل ان الكل متربص بالكل …

غير مهم من يكون رئيس أمريكا هو اسم و توقيع فقط يرافق سياسة و نهجا بأكمله اساسه القوامة ? امريكا قوامة على الكل و ما نراه من مهادنة او تراخي ما هو الا مهادنة في سبيل تدعيم هذه السياسة .

فماذا اضاف اوباما حتى يفوز بولاية ثانية ? ذاك شانهم …أما شاننا فماذا اضاف للقضية الفلسطينية ? ماذا قدم للثورات العربية ? كيف تعامل مع الارث القديم : العراق ? افغانستان …و غيرها من مواقع الصراع .قد يقول لي احدهم ليبيا : اقول نعم امريكا تدخلت و قبضت الثمن للأسف فأفول له ماذا قدم للثورة السورية سوى حركات مد و جزر في انتظار الحسم لصالحه في انتظار صفقة دنيئة من هذا الجانب او ذاك و لا يهم ما يراق من دماء المهم كيف نحول هذه الدماء الى سجاد احمر ندوس عليه حتى لا تتسخ مصالحنا و نعزز مكانتنا .

امريكا قوة عظمى نعم و نحن من صنعناها لأننا لم نرضى لأنفسنا ان نكون قوى عظمى . و كأنه قدرنا ان لا ننزع عنا جلباب الاب ? و كأنه قدرنا ان لا نغرد خارج السرب . بيدنا فعل كل شيء إذا اردنا لكننا ارتضينا ان نظل حزمة تابعة او ملفا اسمه العالم العربي مفتوحا امامهم يضيفون اليه ما يشاؤون من أصناف الحروب العرقية و الطائفية والايديولوجية و الحرب الباردة . مختبر تجارب تحت مفعول مخدر طويل المدى لا ندري هل سياتي يوم نستفيق من تاثيره ام هو القدر الازلي ..

مبروك لهم الاجواء الديمقراطية التي تسود حياتهم السياسية و اسلوبهم الراقي في التعامل مع خصومهم و اسفي على جالنا ديمقراطية مشوهة و اساليب رخيصة في ادارة الثورة و علاقات كره و اشمئزاز من خصومنا نتربص لبعضنا في محاولة لإقصاء هذا وتشويه ذاك. الثورة كانت فرصة تاريخية لنتعلم فنون الاختلاف ولا تزال الفرصة باقية لو خرج علينا العقلاء من رحمها ليكملوا مسيرة الشهداء و يداووا جراح المرضى و الثكالى.

radhiacharaabi@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com