كتابات

الحمدي والغشمي.. صراع الهامش

دولة الاستاذ محمد سالم باسندوه? يعرف تمام المعرفة كيف فعلت السعودية ومن من امرائها? بالتحديد تولى المهمة.. لتحويل الرئيس أحمد الغشمي? الى غطاء يقصي الرئيس ابراهيم الحمدي من الكرسي الأول في اليمن.
سمعت من دولة الاستاذ? أنهم حاولوا معه? بدء مثل هذا المشروع? لكن الامور تحولت بعدها للغشمي.. كرجل قوي? قادر على انجاز مايتطلبه مثل هذا المشروع.
الحمدي? والغشمي? لم يكونا خصمين.. ولم تكن بينهما خلافات على النفوذ.. تماما كما لم تكن هناك خلافات بين الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي..
ولعل المشروع السعودي كان يعتمد على جر الغشمي? للنظر لمكان الحمدي? وربما وعده بالدعم لو صار رئيسا.. أو قررت له ذلك? وبالتأكيد انها سوقت له الكثير من المخاوف من خطورة اداء رئيسه? على البلدين.. ضمن ملف “أخطاء الرئيس”. وليس بالضرورة أن “الاغتيال” كان هو الطريق لتحقيق كل ذلك.
من عمل مع الرئيس الغشمي? يقول عنه انه? كان صارما.. ولم يكن “القتل” بالنسبة له? شيئا كبيرا.. كأي قبيلي? بندقه أقرب له? من الصوت.. كان كريما بالمال? مع من يرضى عنهم? وكريما بالعنف ضد خصومه. حتى أنه? اثار “رعب” القائد الاشتراكي? الضالعي? صالح مصلح? والأخير معروف بصرامته أيضا.. لكنه? اصيب بالفزع? من رئيس ينفذ مايقتنع به? بالرصاص? ثم يلتفت لمائدة الغداء ويستمتع بها.
عقب قتل أحد قيادات الجنوب? التي هربت لصنعاء? ثم طالبت بها عدن. لست متأكدا ان كان “بلحمر”.. رحمه الله? وقد وصل مصلح الى صنعاء لاستعادتهم..
لهذا? صمتت صنعاء بكل رموزها? أمام الرئيس الجديد.. رغم الفزع الشعبي من أكبر جريمة هزت الجميع.. فالغشمي? ليس الرجل الذي يمكن اللعب معه.. وقد بدى رده العنيف? ضد مشائخ “همدان”? اوائل ايام عهده.. ويحكي الشيخ “بدر الدين” أن الغشمي? لم يكن حتى يشتكي من ان الحمدي ارتكب اخطاء سهلت? لمن اغتاله? القيام بمهمته.. كان يقول للناس: قتلوه? ايش نرجع نخلقه من جديد.
هل هذا كافي? لنقول أن الغشمي? هو من قتل عبدالله? ثم ابراهيم الحمدي? بيديه?
لا.. ولا هذا مهما الان.
الأهم? هو تتبع? كيف تبدأ وكيف تنتهي مراكز القوى الجديدة في هذه البلاد.
الغشمي? والحمدي? بنتميان لذات المؤسسة: الجيش اليمني. الذي لطالما كان? ولايزال حتى اليوم? هدف لأطراف محلية واقليمية لابقائه مؤسسة هامشية.. أو بالادق? خصم مقلق لمؤسسات النفوذ الأخرى..
بالتالي? فان صراعهما نموذج لتصارع أصحاب المصلحة الواحدة? في محيط? يلعب بالفرقاء مثل بيادق الشطرنج? ليقول في النهاية للجميع: كش ملك.
ولم يكن الفرق بين اغتيال الحمدي والغشمي الا أشهر..
ومن باب الذكرى? كتبت لنصر طه مصطفى? أيام الحديث عن توقعات بأن علي عبدالله صالح سيشن حربا ضد علي محسن? أني واثق أن صالح لن يفعل.. لأنه في قرارة نفسه يعلم? أن اللحظة التي سينتهي فيها أحدهما? سيتسارع عداد عمر الاخر? نقصا.
وأن من يريد اشعال حربا حقيقية بين الاثنين? عليه تقوية علي محسن? لاقناعه انه قد ينتصر.. المسألة ليست تقييما أخلاقيا? بل تتبعا لمسار قرارات الافراد? تجاه مثل هذه الصراعات.
ليس مهما? من الذي قتل الحمدي.. الأهم? متى تدرك قوى هذه البلاد? أن استهدافها لبعضها البعض? ليس سوى لعبة في دائرة.. من يبدأها اليوم? يجد نفسه ضحية لها غدا. سواء كان هذا الصراع ثأرا للأمس? أو اقصاء لليوم.
متى يمكن لنا أن نتعلم? ماهو الأهم? لتتغير الاحوال.. باستغلال الاخطاء السياسية? ليس لاضعاف مرتكبيها? بل لكي لاتتكرر من جديد.
لنجرب? التمسك بأرضية حامية.. تقول? أن كل القوى تختلف? لكنها لاتفرط ببعض.. ولاتقبل بأن يتم الغاء أى قوة? مهما كان التقدير انها خاطئة.. أوصغيرة.
استقرار الدول والجماعات? أتى من التعايش الجمعي.. بين الخصوم? والاتفاق على طرق للتقاسم? أو للتنافس.
ولو عاد الغشمي – ربما? لاصر على البقاء ولو مجرد مرافق يحمي رئيسه? ولو خارج مؤسسة الرئاسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com