كتابات

فضيحة معرض “الكراج” للكتاب..

لم أجد أي عذر قد تبرر به وزارة الثقافة و الحكومة الشكل و المضمون الرديئين الذين ظهر عليهما معرض صنعاء للكتاب,,,
تم إقامته على شارع لا تجد فيه مكان لإيقاف سيارتك, و الدخول إليه عبر بوابة جانبية مجاورة تماما?ٍ للمراحيض التي يستخدمها ضباط وأفراد الشرطة العسكرية وتصدمك الرائحة و أنت تقف في طابور التفتيش الذي يجب أن تمر عبره, لتجد حولك عندما تدخل “الكراج” الذي أقيم عليه المعرض بائع البطاط و بائع العصائر ومحل عطور و آخر للعسل و تواجهك خيمة كبيرة لمكتبة “الجيل الجديد” والتي تم إبرازها و وضعها قلب الساحة بطريقة تجعلك تعتقد بأنها دار نشر حقيقية وليست مجرد مكتبة لبيع القرطاسية و لتسويق ما تنتجه دور النشر الحقيقية, و بقية “الكراج” عبارة عن تنافس بين التيارات الدينية المختلفة كالإخوان و السلفيين و الشيعة و الحوثيين وغيرهم مع غلبة سلفية يلحظها أي زائر للكراج.
وإن كنت تبحث عن مطبوعات دور النشر العربية و الدولية الحقيقية مثل “الفارابي أو منشورات الجمل أو الأهلية” وغيرها من دور النشر المهمة فستتفاجأ بأنها غير مشاركة في معرض “الكراج”, و دار النشر الوحيدة الحقيقية في هذا “الكراج” هي مكتبة “مدبولي” و سوف تبحث طويلا?ٍ حتى تجد قسمها, فقد حشرت ضمن عدة مكتبات محلية صغيرة في خيمة تم إخفاءها بطريقة ناجحة بعيدا?ٍ عن بوابة الدخول او بوابة الخروج وحتى بعيدة عن الطريق بين البوابتين برغم أن إحداهما في أقصى غرب الكراج والأخرى في أقصى شرقه, فقد وضعت وراء المباني و خلف ملعب التنس و تسترها الأشجار, حتى أن أحدهم أعتقد أن هذه الخيمة مخصصة لبيع المنكرات…

تجربة سيئة جدا?ٍ ومحزنة هي زيارة معرض الكراج للكتاب, و تذكرت بحسرة معارض الكتاب التي كانت تقام في الاعوام السابقة, وكانت زيارة معرض الكتاب الذي كان يقام في قاعات واروقة كليات جامعة صنعاء او قاعة ابولو كانت من أجمل و أثرى الذكريات التي كانت تجمعني بأخوتي و نحن بصحبة والدنا رحمة الله عليه…

لو كانت هذه الحكومة “الفلتة” أوكلت مهمة المعرض لمؤسسة السعيد الثقافية أو لمكتبة أبي ذر الغفاري وتم إقامته في أي قاعة أعراس لكانت تجنبت فضيحة معرض “الكراج” للكتاب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com