اﻹقتـصاديـــة

اليمن يخطط لاستعادة شهرته في إنتاج “البن”

كشفت مصادر حكومية يمنية عن تنفيذ دراسة ميدانية شاملة تستهدف إعادة إنعاش زراعة البن في اليمن وتمكين هذا المحصول من استعادة مكانته وشهرته العالمية.

وأشارت المصادر إلى أن الدراسة المقرر إنجازها مطلع العام المقبل 2013 ينفذها فريق مشترك من منظمة البن العالمية (آي سي أو) ووزارة الزراعة اليمنية? وسيتمخض عنها الشروع في تنفيذ مشروع متكامل لتحسين إنتاج البن في اليمن.

واعتبر اقتصاديون يمنيون أن هذا التوجه يمثل خطوة محفزة ومشجعة للمزارعين ولفتة إيجابية للاهتمام بزراعة البن من قبل الحكومة? كونه موردا هاما للاقتصاد الوطني وتعرض للإهمال طويلا.

وكانت الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة عدن أعلنت نهاية الشهر الماضي أنها تعتزم إقامة معرضين ترويجيين لمنتجات البن اليمني قبل نهاية العام الجاري? أحدهما في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية? والآخر بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ووصل إنتاج اليمن من البن العام الماضي? وفقا للإحصائيات الرسمية نحو 19 ألف طن? وهو رقم يعد متواضعا بالقياس إلى إنتاج بلدان أخرى? لكنه يبقى مرتفعا بالمقارنة مع سنوات سابقة حين بلغ 14 ألف طن في 2009 و11 ألف طن في 2004.

وينتج اليمن البن بكميات قليلة مقارنة ببعض الدول التي تنتجه بكميات كبيرة مثل البرازيل وكولومبيا وإثيوبيا? ويعود السبب وفقا للمختصين إلى الظروف الجغرافية التي يزرع فيها البن وإلى ندرة المياه في اليمن.

وإضافة إلى شحة المياه وتخلف الأساليب الزراعية المتبعة في إنتاجه? وكذا تفتت ملكية الأراضي الزراعية التي تتشظى بعد اقتسامها بين الورثة جيلا بعد آخر? تحدث لـ”العربية نت” الخبير الزراعي الدكتور محمد عبد الله مشيرا إلى أن من أهم أسباب تراجع إنتاج البن أن الحصول على محصول واحد منه خلال العام دفع الكثير من المزارعين إلى اقتلاع شجرة البن وغرس شجرة القات بدلا عنها? كون محصول القات ينتج مرات عدة في السنة ويعطي مردودا سريعا لمزارعيه بغض النظر عن التأثيرات الاقتصادية والصحية والاجتماعية السلبية لنبتة القات.

واختلفت الدراسات حول المنشأ الأصلي لشجرة البن وتاريخ وجوده بصورة برية? ولكن الرأي الأرجح هو الذي توصلت إليه بعثة استطلاعية تابعة لمنظمة الغذاء العالمية عام 1924 أثناء دراستها لأشجار البن في إثيوبيا? حيث تضمن تقرير البعثة أنه قد جرى نقله إلى إثيوبيا من اليمن. ويشير المؤرخون إلى أن اليمنيين عرفوا شجرة البن في بداية القرن الخامس الميلادي.

وشهدت زراعة البن اليمني تطورا كبيرا خلال الفترة من القرن الثالث عشر وحتى الثامن عشر الميلادي? حيث أصبح يتم تصديره من ميناء المخاء على البحر الأحمر إلى مختلف دول العالم? وخصوصا أوروبا وجنوب شرق آسيا? فأصبح يسمى ( موكا كوفي mocha coffee ) نسبة إلى ميناء المخاء? ولا يزال هذا الاسم يحمل دلالة البن اليمني كأجود أنواع البن.

ونتيجة لتلك الشهرة أنشأت عدة شركات أجنبية مصانع في المخاء بهدف تجميع البن وتصديره إلى مختلف الدول? حيث بدأ الهولنديون بإنشاء أول مصنع في المخاء عام 1708م وكان يصدر منه حين ذاك 600 طن تقريبا في السنة? وحصلوا على امتيازات بإعفائهم من الجمارك? وبعد ذلك بعام واحد أنشأ الفرنسيون مصنع آخر في المخاء وحصلوا على الامتيازات نفسها التي حصل عليها الهولنديون وبازدياد الطلب على البن اليمني أخذت المنافسة تشتد بين المصدرين الأوربيين والهولنديين والتجار العرب.

وفيما بات العالم يعرف البن اليمني باسم البن العربي كأجود أنواع البن? تبرز ثلاثة أنواع فائقة الجودة? و هي: العديني? الدوائري? والتفاحي? وهي الأكثر انتشارا في البلاد. وثمة أسماء كثيرة تطلق على البن ومعظمها تنسب إلى المناطق التي يزرع فيها? مثل الحمادي? المطري? الحيمي? اليافعي? البرعي? والحرازي.

العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com