كتابات

ماذا لو كان طنطاوي في اليمن ?

بغض النظر عن الحركة الداهية التي استثمرها الرئيس مرسي لاتخاذ جملة من القرارات كان أقواها وأكثرها مفاجأة إحالة المشير طنطاوي للتقاعد, فقد تبادر إلى ذهني سؤال لو ان المشير طنطاوي قائد عسكري في اليمن, لا أقول بذات الثقل والوزن الذي هو في مصر بل بنصف ذلك الثقل العسكري ? هل كان سيحال للتقاعد ? وماذا كان سيحدث لو صدر قرار بإحالته إلى التقاعد? ربما كانت اليمن كلها سـ ” تتقاعد ” والمحال للتقاعد سيقلب الدنيا عاليها وسافلها ? ويعمل فيها أكثر مما فعل نيرون بروما.

اعرف أن السؤال غبي من عدة أوجه, منها أن الجيش المصري موحد وكلمته واحدة بدليل أن مرسي اتخذ قرار تقاعد طنطاوي بعد المشاورة مع المجلس العسكري ? بعكس الجيش اليمني عجزت الأمم المتحدة بنفسها عن هيكلته وأصبحت هيكلة الجيش اليمني الاهتمام الثاني للولايات المتحدة بعد الهيكل السليماني ? ونحن أول بلد في العالم يهيكل جيشه بنظام التقسيط المريح.

الأمر الثاني هو أننا عندما نقارن الدور الذي لعبه المشير طنطاوي في مصر أثناء المرحلة الانتقالية بالدور الذي يقابله في اليمن, نكتشف أن طنطاوي حافظ على وحدة الجيش المصري بعكس الانقسامات والانشقاقات التي شهدها الجيش اليمني طوال المرحلة الانتقالية وماسبقها من صراعات.

لا أريد أن اذكر بحالات التمرد التي حدثت على قرارات إقالة صغيرة أصدرها هادي في بداية تسلمه للرئاسة ولم تنته إلا بعد تدخل الأمم المتحدة.

بل إن بعض قرارات الإقالات لا أقول التقاعد لأن المسؤول في بلادنا لا يتقاعد إلا على يد عزرائيل وما دون ذلك فلا تستطيع قوة في الأرض أن تحيله إلى التقاعد ? بل إن بعض قرارات الإقالة التي طالت مسؤولين عاديين لم تكن تتم إلا ويتبعها قرارات بتعيينهم كنوع من المراضاة وجبر الخاطر والبعض كان يتم نقلهم من منصب في جهة دسمة إلى منصب في جهة أدسم منها.

أتحدث عن فكرة التقاعد بذاتها لمنصب كهذا ? بغض النظر عن أهداف مرسي من خطوة كهذه, وذكاء الإخوان في تحويل الأحداث الحامضة إلى عصير لذيذ من القرارات التي تزيد قوتهم وهيمنتهم.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com