كتابات

حمدين صباحي ..نجم الربيع العربي بلا منازع

بدأت مصر تتطلع إلى شخص رئيسها القادم بعد حصر غمار انتخابات الرئاسة المصرية بمرشح إخوان مصر محمد مرسي ومرشح نظام مبارك الفريق أحمد شفيق وبقى المواطن العربي المصري أمام خيارين أحلاهما مر? ففوز مرسي سيدعم توجه الإخوان المسلمين نحو السيطرة التامة على ثورات شباب الربيع العربي وقطف ثمارها بمفردهم وتتويج الإخوان على رأس القرار السياسي العربي لسنوات قادمة? لم تختلف كثيرا?ٍ عن سابقاتها في عهد أنظمة الربيع المتساقطة? سيتم إعادة إنتاج نمطية الحكم التقليدية المستبدة السابقة والمعادية لكل قيم المدنية والحداثة.
وبالتالي أصبح النظام الجديد بدلا?ٍ من نظام الحاكم الفرد المستبد بنظام الجماعة الحاكمة المستبدة? وفي المقابل فوز شفيق برئاسة مصر سيعيد طي صفحة الربيع العربي وثورة شبابه وسينعكس سلبا?ٍ على أداء ونشاط وحضور القوى الثورية ودورها في تحقيق أهدافها في إقامة أنظمة مدنية ديمقراطية عصرية بعيدا?ٍ عن لعبة النفوذ والمراكز.
إذا?ٍ فمصر وثورتها في مأزق وتنذر هذه الاحتمالات بتداعيات كارثية ليس على مصر فحسب وإنما أيضا?ٍ على تونس وليبيا واليمن? ونتائج انتخابات الرئاسة المصرية ستنعكس على دول الربيع والمناطق العربية عموما?ٍ.
في خضم هذا ظهر نجم حمدين صباحي (الحصان الأسود) مرشح الرئاسة المصرية في الجولة الانتخابية الأولى بحصوله على المركز الثالث بخمسة ملايين صوت وتصدره للمشهد السياسي المصري بل والعربي? فصباحي مرشح عن التيار القومي العروبي الناصري? الذي أفل نجمه منذ زمن بعيد وطاف عليه نجم الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير? فكان من المستبد وصوله حتى إلى المركز الخامس لكن المفاجأة غيرت موازين القوى وظهر حمدين صباحي والتيار الناصري كرقم في الساحة المصرية ومن الطبيعي في ظل استمرار نشاطه والتفاف القوى التقدمية والمدنية حوله عبر كتلة شعبية شبابية أعادت رسم الخارطة السياسية المصرية والحد من هيمنة نفوذ العسكر ورجال الدين.
ومصر خسرت الرهان باستبعاد حمدين من خوض الجولة الثانية ومصر وقواها الحية قادرة على استعادة الرهان مجددا?ٍ بالالتفاف مع حمدين ورفاقه وفرضه كنائب لرئيس الجمهورية القادم حفاظا?ٍ على ثورة 25 يناير والدفع به إلى كرسي الرئاسة في انتخابات 2016م.
وختاما?ٍ استطاع حمدين صباحي القيادي الناصري المعروف والنائب البرلماني البارز والكاتب الصحفي المخضرم والسياسي المعارض والثوري الوصول بالتيار الناصري والقوى التقدمية إلى قمة المشهد الثوري العربي واستعادة مكانة القوميين في ثورات الربيع العربي? وأجزم بأن حمدين صباحي بشخصيته القيادية وكاريزميته زعيم استثنائي بحجم وطن وينبئ بمشروع وطني قومي مدني يلبي تطلعات الشباب العربي في الدولة المنشودة المستندة إلى قيم العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحرية والكرامة? إذا?ٍ فحمدين صباحي نجم الربيع العربي بلا منازع وإن غدا?ٍ لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com