كتابات

قبيليات.. قلي لماذا لا تصلي?

لعل الحديث عن الصلاة في هذا الزمان أمر رجعي وتطرف ديني , أو حديث ممل , أو ربما قال البعض : نحن في أزمة , بل العالم كله في أزمة والوقت غير مناسب للحديث عن الصلاة.
ولكني بحثت فلم أجد انسب من الحديث عن الصلاة , فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة و قال ” أرحنا بها يا بلال”? أما نحن فنفزع إلى سجارة, أو أغنية, أو مسرحية, أو اتصال بصديق.
فالصلاة عماد الدين وصلة بين العبد وربه وهي الفرق بين الكفر والإسلام? وقد شرعها الله تعالى ولم يجعل لتركها عذرا , وجعل لكل حدث أو مناسبة صلاه , فصلاة الخوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الحاجة
وكيف لطالب لا يداوم في المدرسة يرجو أن ينجح آخر السنة? وما أغبى ذلك المرابط في ميادين التغيير والتحرير لينال الشهادة أو يحقق النصر وهو لا يصلي, يذكرني بصديقتي التي كانت تسارع للذهاب إلى الجامع لتصلي التراويح ولا تصلي العشاء.
ولعل سوء أحوالنا وفساد ذات بيننا سببه التهاون في أمر الصلاة , فكم من مسلم بالهوية لا يعرف للمسجد طريقا?ٍ
ويسمع نداء الله اكبر مجلجلا وكان الأمر لا يعنيه? وفي حواري مع شاب تارك للصلاة وضع النقاط على الحروف قائلا?ٍ : السبب أهلي ورفاق السوء ودائما?ٍ وأبدا?ٍ نجد هذين السببين هما وراء كل المصائب والرزايا
تهاونا في الصلاة حتى أصبح تركها أمرا?ٍ غير مستغرب? بل أصبح الغريب هو المداومة عليها.
ومن النادر جدا?ٍ أن تجد رجلا?ٍ قلبه معلق بالمساجد , لكنك ستجد من قلبه معلق ببنت الجيران , ومعلق بالأغاني والأفلام والمسلسلات , ومعلق بالأموال والعقارات , ومعلق بحب الدنيا والشهوات.

أنت مابتصليش ليه:

ومما يحز في النفس أن تجد أديبا?ٍ ومثقفا?ٍ ودكتورا?ٍ جامعيا?ٍ لا يصلي ,وهذا هو الجهل بعينه , فعلم لا يقود إلى الله ولا يوصل العبد بربه ليس بعلم” وإنما يخشى الله من عباده العلماء” وكثيرا?ٍ ما اسمع قول قائل : فلان ما شاء الله عليه كل الصفات الحلوة فيه ” غير عيب واحد , ما يصليش”
وهل بعد ترك الصلاة عيوب , وأي عيب اكبر من ترك الصلاة?
وكيف لمن لا يعرف حق ربه الخالق المنعم المتفضل أن يعرف حقوق الناس ونعود للمدرسة لنضرب بها الأمثال , فالطالب الذي يداوم على الحضور إلى المدرسة وان كان مهملا?ٍ أو مقصرا?ٍ أو مشاغبا?ٍ إلا أن فرصة نجاحه موجودة ولو “بالدهفة” , بعكس الذي سجل ولم يداوم على الحضور مهما كان مثقفا?ٍ أو يقرأ ويطالع فمن المستحيل أن يحصل على شهادة أصلا?ٍ.
وما أجمل تلك الكلمات التي قالتها عجوز طاعنة في السن لشباب يجلسون على الأرصفة يمضغون القات ويسمعون المنادي للصلاة يقول الله اكبر ولا يجيبون داعية ” لو صيحت لواحد واتصانجك تزعل وإلا لا? قال لها الشباب : أيوة نزعل
قالت : الله يصيح لكم ليش ما تجاوبوه?
فعلا لماذا لا يجيب البعض داعي الله ? أو كما قال الشيخ محمد حسين يعقوب في إحدى محاضراته: أنت مابتصليش ليه? هو عملك إيه ?
اللي مابيصليش الحائض والنفساء وأنت إيه?

صلي بدون خشوع:

يقول البعض كيف أصلي ولا يوجد خشوع ? نقول له الخشوع ليس من أركان الصلاة , والصلاة مفروضة عليك بخشوع أو بغير خشوع , لأنها تسجيل حضور يومي , كالطالب تماما?ٍ مطلوب منه المداومة والحضور اليومي ” بنفس أو بغير نفس” وإلا فإن الإدارة ستضطر لفصله من المدرسة? ولذلك من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان.
وما أجمل ما قاله احد الصالحين” ظللت أقود نفسي إلى الله عشرون سنة وهي مرغمة حتى أتته وهي راغبة”
فالمداومة على الصلاة ستجلب الخشوع , ومن عجائب ما سمعت أن بعض الفتيات لا يصلين ? أتدرون لماذا ? حتى يصيب السواد ركبتيها من اثر السجود?
وإذا حضرت عرسا?ٍ أجد الأغلبية العظمى لا تقوم للصلاة بحجة لا يقبلها عقل? فكل المعازيم معذورات?

قل لي لماذا لا تصلي??
إليك يا من أضعت مفتاح الجنة وأنت ترجو دخولها أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مفتاح الجنة الصلاة”.
يا من يناديك الله بكل جلاله وعظمته خمس نداءات في اليوم والليلة ” عبدي هل?ْم إلى لقائي” فتأبى إلا أن تتجاهله
أأصابك الوقر في أذنيك ?
يقول تعالى: “وان تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ” .
والله لو ناديت حبيبا?ٍ إلى قلبك وتعمد عدم إجابتك لمللت منه وانقطع حبل الود بينك وبينه بل ربما تحملك العزة بالنفس على الانتقام منه? فهل ترضى أن يقطع الله حبل الود الذي بينك وبينه أم انك تستعجل انتقامه منك
” افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com