اراء وتحليلات

السفير الأمريكي مطالب بالتوضيح

قبل أكثر من عشرة أيام وصلت لي رسالة من الأخ (ص. ح) تحدث فيها بألم عن قيمة الإنسان الثالث مركزا?ٍ على الإنسان اليمني كدراسة حالة وذلك لاحتساب الفارق بين كرامة الإنسان اليمني البائس وبين الأمريكي ذلك البشري الذي يحظى بامتيازات خاصة لأنه يحمل الجنسية الأمريكية وحسب.

استدل المرسل بحادثتين وقعتا خلال الأشهر الماضية? تثبت هذه الحالات أن الولايات المتحدة تتعامل وفق النظرية الخفية التي تقول: ” إن كرامة الأمريكي وإن كان مجرما?ٍ أو إرهابيا أرفع من كرامة الإنسان الثالث اليمني الحر حتى وإن كان ضحية له”.

في الحالة الأولى يتحدث صاحب الرسالة عن حادثة اغتصاب جنود مارينز لقاصرات يمنيات شاركن في حفل داخل مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء نهاية اكتوبر من السنة الماضية. وقتها تجاهل السفير ” جيرالد فايرستاين” ما حدث بالرغم من علمه? لكنه اضطر إلى طرد بعض الموظفين اليمنيين (أتحفظ عن ذكر اسمائهم) الذين شاركوا في ادخال القاصرات إلى السفارة? وبدلا?ٍ من تقديم جنود المارينز المعتدين على الفتيات إلى المحاكمة? تم تهريبهم إلى الولايات المتحدة? وأنتهت بذلك القضية تماما?ٍ دون محاكمة أو مساءلة للمجرمين الذين ارتكبوا جريمة جسيمة تنتهك حقوق الطفولة وتصل عقوبتها إلى عشرين عاما?ٍ حسب القانون الأمريكي.

أم?ا الحالة الثانية? فقد تحدث عن عدم اكتراث الأمريكيين لمقتل أكثر من ثمانين قرويا?ٍ دفعة واحدة في قرية المعجلة بمحافظة أبين جنوبي اليمن أواخر عام 2009م. في حين أن الرئيس الأمريكي بنفسه نسق طويلا?ٍ مع كبار القانونيين من أجل التأكد من الموقف القانوني قبل قتل الصواريخ الأمريكية للإرهابيين الأمريكيين المطلوبين قانونا?ٍ للسلطات الأمريكية “أنور العولقي وسمير خان” محرر المجلة الالكترونية الصادرة بالإنجليزية عن تنظيم القاعدة.

مسألة عدم اكتراث الامريكيين لمقتل الآلاف من اليمنيين بشكل خاص والعرب بشكل عام والحرص على حياة الأمريكيين في أي مكان في العالم أمر مؤسف ومعروف على مستوى العالم? وهو يشير إلى الوجه الآخر القبيح للولايات المتحدة الأمريكية. لكن ما لفت انتباهي أكثر في الرسالة هي حادثة اغتصاب القاصرات اليمنيات في السفارة الامريكية وهي الحادثة التي لم نسمع عنها.

كصحفي سعيت للتأكد من صحة المعلومات التي وردت لي? وحاولت أخذ المعلومة من (مختص الشئون الإعلامية بالسفارة الأمريكية) وأرسلت له أكثر من مرة? لكن السفارة آثرت عدم الرد? ولهذا اضطررت لنشر هذا المقال كخطوة أولى محتفظا?ٍ بأسماء مرتكبي جريمة الاغتصاب وأسماء من ساعدهم في هذه الجريمة? بينما ستكون الخطوة الثانية تصعيد اعلامي حقوقي مطالب بمحاكمة جنود المارينز..

إليكم الرسالة التي وصلتني عبر الايميل:

إن “حقوق الإنسان” هي القيمة الإنسانية التي تستغلها الولايات المتحدة بشكل خاص لتصنيف الدول والأنظمة لأغراض مختلفة. لكنهم مع ذلك? يصنفون الإنسان إلى ثلاثة أنواع? الأول هو الأمريكي الأبيض والثاني الملون والثالث وهو غير الأمريكي بألوانه المختلفة الذي تعامله السلطات والقوانين الأمريكية رسميا?ٍ ككائن غير بشري إذا ما تعرضت حقوقه لانتهاك أمريكي? فما بالك إذا كان مصدر الانتهاك السفارة الأمريكية ذاتها الممثل الرسمي للحكومة الأمريكية كما يشرح ذلك ما حدث قبل أشهر في صنعاء.

في نهاية شهر أكتوبر الماضي? حدثت جرائم اعتداء جنسي على قاصرات يمنيات كان مسرحها السفارة الأمريكية بصنعاء وأبطالها دبلوماسيون وقوات النخبة? المارينز? وبضع موظفين محليين سهلوا لهم ارتكاب تلك الجرائم ولم تفعل السفارة شيئا حيال ذلك غير تهريب الأمريكيين وفصل الموظفين المحليين قبل أن تصل أصداء جرائمهم إلى آذان الصحافة والمنظمات. تتلخص القصة في تواطؤ الموظفين (م.س.) و(ع.ج.) و (ج. ا.) في إدخال عدد من الفتيات اليمنيات القاصرات بلا دعوة لحضور حفل ليلي رسمي ساهر في حرم السفارة قضى معهن أولئك الدبلوماسيون والحراس المارينز وقتا?ٍ طويلا?ٍ مع الحضور? وتحت تأثير الكحول تم اغتصابهن رغم إرادتهن. وفي الأيام التالية? تجاهل السفير الخبر الذي سرعان ما شاع في السفارة بين رفض واسع للموظفين بعد شكوى الضحايا. وبتفاقم الرفض والتذمر? تم تشكيل لجنة سرعان ما فصلت الموظفين وهر?بت الأمريكيين إلى بلادهم وأنهت بذلك القضية تماما?ٍ دون محاكمة أو مسائلة للمجرمين عن جريمة جسيمة جدا?ٍ تنتهك حقوق الطفولة وتصل عقوبتها إلى عشرين عاما?ٍ حسب القانون الأمريكي.

لكن يبدو أن مهمة القانون الأمريكي هو حماية الإنسان الأول من همجية العدالة اليمنية? ربما لعدم تكافؤ إنسانية المجرم والضحية. لكن هل تعلم انه إذا حدثت إجراءات السفارة تلك داخل الأراضي الأمريكية? فان السفير سيكون أول من ستتم محاكمته وست?ْنشر تلك القضية في الكثير من الصحف الأمريكية لخطورة تلك الجرائم المتعلقة بانتهاك حقوق الطفل.

أما الحالة الثانية? فتتمحور حول ما اعتمل ويعتمل من أصداء تطورات قضية مقتل أنور العولقي ثم ابنه الفتي بصواريخ طائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com