كتابات

محنة اليمن: الإصلاحيون.. عندما يغضبون!

(1)
الإصلاحيون غاضبون على الحراك الجنوبي, باستثناء الناخبي الذي وجد نفسه إصلاحيا?ٍ كبيرا وحراكيا سابقا والحراك غاضب عليه وعلى الإصلاحيين, في عدن قال الإصلاحيون, بل إنهم فعلوا أكثر مما قالوا, أشياء كثيرة تدل على أنهم غاضبون. كما هو الحال أيضا في المكلا وسيئون ولحج والضالع.. والحق أن الحراك غاضب هو الآخر.. والأمر بينه وبين الإصلاح.

(2)
والإصلاحيون غاضبون على الحوثي وعلى شباب الصمود في الساحة وعلى القبائل الموالية للحوثي في حجة والجوف ومأرب وبالتأكيد في صعدة, بل وحتى في تعز(..)
وغاضبون على الشباب المستقلين, وعلى تكتل أحمد سيف حاشد وعلى سلطان السامعي ومن معه وعلى بشرى المقطري, والكثير من مكونات الساحة في تعز وعلى “جبهة إنقاذ الثورة” وتيار أحرار الثورة وتكتل أنصار الثورة.. -وليس آخرا- على الثورة, مجردة من الأسماء والثياب والإضافات.

(3)
والإصلاحيون غاضبون, قبل وأثناء وبعد هذا كله, على المؤتمر الشعبي العام والمؤتمريين وعلى الرئيس علي عبدالله صالح وأقاربه ومحبيه ومناصريه وعلى عبده الجندي ووزراء المؤتمر في حكومة الوفاق.. والآن هم غاضبون -إلا قليلا- على رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمين عام المؤتمر, وسوف يظهر هذا بصورة أوضح وأجد في الأسابيع القليلة القادمة والأشهر المقبلة.. وسترون.

(4)
والإصلاحيون غاضبون على حسن زيد في حزب الحق, وعلى عبدالوهاب محمود -أو تيار محمود الرافض للمنسقية العليا للثورة السورية بساحة التغيير بصنعاء, وصار هناك أمين عام ق?ْطري بديل عن محمود وفريقه, يمثل الحزب في المنسقية أو هو المنسقية ذاتها وبياناته باسم الحزب تسبق بيانات محمود وقيادة الحزب الفعلية إلى فلك إعلام الإصلاح.

وغاضبون على الاشتراكيين من الحراك إلى محمد المقالح وبشرى المقطري وشباب الحزب في الساحة إلى الدكتور ياسين نفسه وإن كان الاثنان يتجملان إلى حين. ولا يختلف الأمر عنه مع الناصريين وإن كان هؤلاء يؤثرون الصمت ويتحاشون الحديث عن أي شيء أو الاعتراض على أي شيء أو تمييز أنفسهم وحزبهم بأي شيء.. في أي شيء وكل شيء, وكل حزب “ينام على اللي يريحه”.

(5)
باختصار الإصلاحيون غاضبون وغاضبون, والأسهل هو حصر من لا يشملهم غضب الإصلاحيين, فهؤلاء قلة إلى جانب المغضوب عليهم, وللتذكير فقط.. الإصلاحيون ليسوا غاضبين على الإصلاح وعلى الإصلاحيين وعلى التجمع اليمني للإصلاح وآخرين لا داعي لذكرهم(..)

(6)
عندما يغضب الإصلاحيون تقطع قناة الجزيرة فاصل “الحيادية” القصير وتستأنف العمل بمهنية “الرأي والرأي الآخر”: فتتصل بمحلل إصلاحي في النشرة الأولى, وتستضيف صحفيا إصلاحيا في الثانية –وقد يكون هو نفسه المحلل في الأولى- ثم ناشطة إصلاحية في العالم هذا المساء, ثم قياديا حزبيا –إصلاحيا- في “حصاد اليوم”, وتختم موجز الثانية عشرة ليلا?ٍ باتصال مع ناشط إصلاحي في الثورة الشبابية (المستقلة المحايدة).

وعندما يغضب الإصلاحيون ركز على “الجزيرة” وهي تسهب عن استكمال أهداف الثورة وحمايتها من مصيدة التسوية والمساومة والتخلص من بقايا النظام و.. و.. إلى آخر الاسطوانة. فإذا هدأ غضب الإخوان أخذت القناة فاصلا تملأه بومضات إعلانية سريعة حول التسوية والفترة الانتقالية والتغيير بالتدرج(!)

(7)
عندما يغضب الإصلاحيون يخرج محمد قحطان للقنص, ويصدر القاضي حمود الهتار بيانا يدعو الى “الحوار الفكري” مع القاعدة ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق (محايدة جدا) لمعاقبة القادة والجنود الذين طالهم إرهاب القاعدة في دوفس وجعار وزنجبار والبيضاء والمكلا(..)

(8)
عندما يغضب الإصلاحيون تتضامن معهم غازية مأرب و”تخرج عن الخدمة بكامل قدرتها”, ويضرب القاعدة بسيارة مفخخة تنفجر مستهدفة تجمعا?ٍ لجنود الحرس الجمهوري, ويعلن بيان غامض على الانترنت تبني القاعدة للهجوم “انتقاما?ٍ من أمريكا”!

(9)
عندما يغضب الإصلاحيون تصدر بيانات من هنا وهناك تتهم سلطان السامعي وبشرى المقطري بالعمالة لإيران, ويزور حسين الأحمر طهران تباعا ولا ي?ْتهم حتى بـ”السفر إلى إيران” لاغير!

الإصلاحيون –في تناغم لافت مع خطابية المسؤولين الأمريكيين- جعلوا جميع القنوات الفضائية, الناطقة باللغة اليمنية ما عدا “سهيل”, قنوات عميلة لإيران تمولها طهران ويشرف عليها الحرس الثوري.

الفضائيات إحدى اثنتين: إما أن تكون إصلاحية, وإلا فهي إيرانية!
بات الإصلاحيون اليوم يتهمون كل عابر طريق بالعمالة لإيران, خطاب ي?ْبث على الموجة الأمريكية ويستعدي الجار الخليجي ضد الجميع في الحياة السياسية اليمنية ما عدا الإصلاح والتجمع اليمني وحزب الإصلاح (..)

(10)
عندما يغضب الإصلاحيون فإنهم يسخرون من بيانات أطلقتها السلطات اليمنية خلال جولات حرب صعدة تتحدث عن دعم إيراني للحوثيين, كان الإصلاحيون أكثر خلق الله إدانة واستهزاء بهذا الخطاب في أيام حرب طاحنة, اليوم الإصلاحيون غضبوا.. وعندما يغضبون –أيضا- يتهمون الصحفيين والسياسيين والفنانين والمؤذنين والثوار والاشتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com